دعا صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى تعبئة مؤسسات الحزب للتداول في الخيارات المطروحة أمامه عل ضوء العرض الذي تقدم به رئيس الحكومة إلى التجمع من أجل الدخول إلى الحكومة، كما طالب مزوار المجالس الجهوية المنتخبة التابعة للحزب بفتح نقاش واسع مع القواعد في جميع الجهات حول الموضوع من أجل إجراء تقييم موضوعي لكل السيناريوهات الممكنة في حال تشبث الحزب بقرار البقاء في المعارضة أو المشاركة في الحكومة. وشدد مزوار خلال لقائه بمنسقي الحزب مساء أمس السبت بالرباط على أن المرحلة التي يجتازها الحزب اليوم تعد مفصلية في تاريخه، إذ لم يسبق له أن تلقى عرضا للمشاركة في حكومة قطعت منتصف طريق ولايتها، في ظل الأوضاع الصعبة التي تجتازها البلاد اليوم. ودافع رئيس التجمع عن حزبه من خلال رفضه الصورة النمطية التي يلصقها به خصومه عبر نعته ب"حزب التعليمات"، مؤكدا في السياق ذاته أن التجمع مطالب اليوم بتوجيه رسالة إلى هؤلاء مفادها أنه حزب مستقل بقراره السياسي، ديمقراطي في تدبير مسلسل اتخاذ القرارات الكبرى داخل أجهزته، بما في ذلك خيار المشاركة في الحكومة أو الاستمرار في المعارضة، لكن كل ذلك ، يضيف رئيس التجمع، ينبغي أن يكون مبنيا على قناعات ورؤية سياسية واضحة ووفق منهجية ديمقراطية رصينة تستهدف توسيع دائرة المشاورات داخل الحزب لتطال جميع أجهزته وقواعده حتى تتضح الصورة أكثر أمام المناضلين والمناضلات و تنضج شروط اتخاذ القرار أكثر داخل المجلس الوطني، الذي يعد الهيأة التقريرية الأولى بعد المؤتمر. من جهة أخرى، سارت مداخلات منسقي الحزب في الجهات في اتجاه تثمين خيار المعارضة الذي اتخذه الحزب عشية الإعلان عن نتائج انتخابات 25 نونبر 2011 ، مستدلين في ذلك بما تعيشه أغلبية اليوم من تصدعات داخلية أثرت سلبا على العمل الحكومي وهي مرشحة اليوم إلى التحول من أزمة حكومية إلى أزمة سياسية بعد استقالة وزراء حزب الاستقلال تفعيلا لقرار مجلسه الوطني، وبالمقابل، صبت جل الآراء في اتجاه ألا يقدم الحزب شيكا على بياض لرئيس الحكومة مع التشديد على أن الحزب لا يمكنه المشاركة في حكومة والعمل وفق برنامج حكومي صوت ضده، كما طالب المتدخلون بإعادة هيكلة الحكومة عبر مراجعة الهندسة الحكومية ومنح الحزب مكانته السياسية التي يستحقها مع وضع ضوابط واضحة لعمل الأغلبية.