يدفع معظم منسقي حزب "الأحرار" في اتجاه تثمين خيار المعارضة بدل المشاركة في حكومة بنكيران. ودافع أغلبية المنسقين في اجتماع حزبي يوم السبت 27 يوليوز، عن خيار المعارضة، مستدلين في ذلك بما تعيشه أغلبية اليوم من تصدعات داخلية أثرت سلبا على العمل الحكومي وهي مرشحة اليوم إلى التحول من أزمة حكومية إلى أزمة سياسية بعد استقالة وزراء حزب الاستقلال تفعيلا لقرار مجلسه الوطني، وبالمقابل. و صبت جل الآراء في اتجاه ألا يقدم الحزب شيكا على بياض لرئيس الحكومة مع التشديد على أن الحزب لا يمكنه المشاركة في حكومة والعمل وفق برنامج حكومي صوت ضده، كما طالب المتدخلون بإعادة هيكلة الحكومة عبر مراجعة الهندسة الحكومية ومنح الحزب مكانته السياسية التي يستحق مع وضع ضوابط واضحة لعمل الأغلبية. من جهته، دافع صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع عن حزبه من خلال رفضه الصورة النمطية التي يلصقها به خصومه عبر نعته ب"حزب التعليمات"، مؤكدا في السياق ذاته أن التجمع مطالب اليوم بتوجيه رسالة إلى هؤلاء مفادها أنه حزب مستقل بقراره السياسي، ديمقراطي في تدبير مسلسل اتخاذ القرارات الكبرى داخل أجهزته، بما في ذلك خيار المشاركة في الحكومة أو الاستمرار في المعارضة، لكن كل ذلك ، يضيف رئيس التجمع، ينبغي أن يكون مبنيا على قناعات ورؤية سياسية واضحة ووفق منهجية ديمقراطية رصينة تستهدف توسيع دائرة المشاورات داخل الحزب لتطال جميع أجهزته وقواعده حتى تتضح الصورة أكثر أمام المناضلين والمناضلات و تنضج شروط اتخاذ القرار أكثر داخل المجلس الوطني، الذي يعد الهيأة التقريرية الأولى بعد المؤتمر. يشار إلى أن رئيس الحكومة اتهم مزوار في الكثير من المناسبات بأن يتلقى التعليمات وبأنه غير مستقل وبأن الياس العماري، قيادي حزب "الأصالة والمعاصر"، هو من أتى به إلى رئاسة "الأحرار" بعد أن دبر انقلابا ضد مصطفى المنصوري الذي رفض حل الحزب والدخول إلى حزب "الأصالة والمعاصرة".