الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الخرطوم يوم 28 سبتمبر ايلول 2012 - رويترز أمر الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الاثنين فاتح ابريل الجاري بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين في خطوة رحبت بها المعارضة بحذر. وتأتي هذه الخطوة بعد ان اتفق السودان وجنوب السودان في مارس اذار على انهاء العمليات القتالية واستئناف تدفق النفط عبر الحدود بعد ان اقتربا من الدخول في حرب قبل عام. واتهمت الخرطومجنوب السودان بدعم متمردين يحاولون الإطاحة بالبشير. وقال البشير أمام البرلمان "نعلن قرارنا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ونجدد التزامنا بتهيئة المناخ لكافة القوى السياسية التي ادعوها إلى اعلان استعدادها للحوار الجاد والتفاهم حول الآليات التي تنظم ذلك الحوار." ولم يذكر البشير الذي يتولى السلطة منذ 1989 متى سيتم الإفراج عن السجناء وعدد من سيفرج عنهم. وتتهم جماعات حقوقية حكومة الخرطوم باحتجاز عدد غير محدد من المعارضين منذ أن قمعت أجهزة الامن مظاهرات صغيرة نظمت احتجاجا على اجراءات تقشف كشف البشير النقاب عنها العام الماضي. وقال خبير في مجال حقوق الانسان بالامم المتحدة في فبراير شباط إن السودان يحتجز شخصيات من المعارضة ومعتقلين اخرين دون محاكمة ويحرمهم من الرعاية الطبية العاجلة. وحاولت المعارضة السودانية الضعيفة والمتشرذمة تنظيم احتجاجات في الخرطوم على غرار ثورات الربيع العربي لكنها عجزت عن حشد الدعم الجماهيري. ووصف كمال عمر المتحدث باسم قوى الاجماع الوطني التي تضم احزاب المعارضة الرئيسية تصريحات البشير بانها خطوة في الاتجاه الصحيح لكنه قال انه ينبغي اتخاذ مزيد من الخطوات. وقال عمر ان هذه خطوة ايجابية ولكن يتعين ان تصاحبها اجراءات على أرض الواقع. وأضاف أنه يتعين توفير اجواء تتيح الحوار السياسي وحرية التعبير وحرية الصحافة. وتأتي تصريحات البشير بعد ان دعا علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني الاسبوع الماضي الجماعات المتمردة للمشاركة في اعداد دستور جديد في اعقاب انفصال جنوب السودان في يوليو تموز 2011. وتتهم الخرطومجوبا بدعم متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال التي حملت السلاح في ولايتين حدوديتين بعد فترة قصيرة من انفصال الجنوب. وبعد الانفصال اختلف الجانبان على وضع حدودهما وعلى المناطق المتنازع عليها وتقسيم الدين القومي وعلى المبالغ التي يتعين على الجنوب أن يدفعها لتصدير نفطه عبر السودان بالإضافة إلى قضايا اخرى. وحارب متمردو الجبهة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال مع الجنوب ضد الخرطوم في الحرب الأهلية لكنهم وجدوا أنفسهم داخل حدود السودان بعد انفصال الجنوب.