الرئيس السوداني عمر حسن البشير (الى اليمين) لدى اجتماعه مع رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديساليجن في اديس ابابا يوم الاحد. تصوير: تيكسا نجري - رويترز اجتمع رئيسا السودان وجنوب السودان في ساعة متأخرة من مساء يوم الاحد 23 شتنبر الجاري في محاولة للتوصل لاتفاق لإنهاء الاعمال العدائية واستئناف صادرات النفط لكن مسؤولين قالوا انه لم تحدث انفراجة بعد بخصوص اتفاق أمني بعد أسبوعين من المحادثات في اثيوبيا. وقال جنوب السودان انه يتوقع ان يتوصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونظيره سلفا كير لاتفاق يوم الاثنين بعد تمديد غير رسمي للمهلة التي وضعها مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وخاض جيشا الدولتين معارك لاسابيع في ابريل نيسان على امتداد الحدود المتنازع عليها التي لم يتم ترسيمها بشكل كامل عقب احتدام خلاف بشان حجم الاموال التي يتعين على جنوب السودان ان يدفعها لاستخدام خطوط انابيب النفط الشمالية. وفيما يسلط الاضواء على الارتياب العميق بين الجارين اتهم جنوب السودان الخرطوم بإسقاط أسلحة من الجو يوم الاحد للمتمردين في الدولة التي انفصلت عنها في يوليو تموز 2011. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء في جنوب السودان دينق الور ان كير والبشير سيتوصلان لاتفاق يوم الاثنين. وقال للصحفيين بعد بدء القمة ودون الخوض في تفاصيل "سننتهي من الامر غدا. سيكون هناك اتفاق." وكان الرئيسان يتجاذبان اطراف الحديث وهما يغادران قاعة الفندق الذي عقد فيه الاجتماع. وقال مسؤولون انهما سيجتمعان مجددا صباح الاثنين. وقال بدر الدين عبد الله المتحدث باسم الوفد السوداني في وقت سابق ان هناك خلافات ما زالت قائمة. واوضح "لقد اتفقنا على الكثير من الموضوعات لكن لا تزال هناك قضايا لم نتوصل لاتفاق بشانها بعد وتحديدا قضية الأمن." وكان يتعين على البلدين التوصل لاتفاق سلام شامل بحلول يوم الاحد أو مواجهة خطر التعرض لعقوبات من مجلس الأمن التابع للامم المتحدة. وانتهت مهلة الاممالمتحدة رسميا منتصف ليل السبت لكن امام الطرفين فعلا فسحة حتى نهاية القمة التي يقودها الاتحاد الافريقي للتوصل لاتفاق. ويحاول دبلوماسيون التوسط بين الخصمين اللذين لهما سوابق فيما يتعلق بالتوقيع على اتفاقات وعدم تنفيذها. ويحتاج الطرفان بشدة لعائدات النفط. وتوصلت الدولتان الى اتفاق مؤقت في اغسطس اب لاستئناف صادرات النفط من جنوب السودان الذي لا يطل على بحار او انهار من خلال السودان عبر موانئه المطلة على البحر الأحمر بعد أن أوقفت جوبا إنتاجها إثر خلاف بشأن رسوم التصدير. إلا أن السودان يصر على التوصل لاتفاق أمني أولا. وزاد السودان الآمال يوم السبت في التوصل لاتفاق بعد موافقته المشروطة على خارطة وضعها الاتحاد الافريقي لمنطقة حدودية منزوعة السلاح بعد اعتراضه عليها لشهور. لكن عبد الله قال يوم الاحد ان القضية لم تحل بعد. وقبلت جوبا بالفعل خارطة الاتحاد الافريقي. واجتمع البشير اولا برئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديساليجن يوم الاحد ثم قضى -مثله مثل كير- معظم اليوم مع الوفد المرافق له. وقال وزير الدولة الاثيوبي للشؤون الخارجية بيرهاني جبريكريستوس بعد اجتماع البشير وديساليجنهيل "القضايا مطروحة على الطاولة ويحدونا الامل والتفاؤل الشديد في ان تمضي الامور قدما." وانفصل جنوب السودان عن شماله في يوليو تموز 2011 بموجب اتفاق للسلام وقع عام 2005 أنهى عقودا من الحرب الأهلية. وترك الانفصال قائمة طويلة من القضايا دون حل مثل ترسيم الحدود ورسوم نفط الجنوب وإنهاء الاتهامات بدعم كل دولة للمتمردين في أراضي الأخرى. وكان مسؤولون افارقة وغربيون ياملون في التوصل لاتفاق سلام واسع النطاق لكن عدة جولات من المحادثات في اديس ابابا لم تثمر تقدما ملحوظا بشان تحديد مصير خمس مناطق حدودية متنازع عليها. وسيترك هذا على الارجح لجولة مستقبلية او لعملية تحكيم طويلة محتملة. واتهم جنوب السودان الخرطوم باسقاط ثمانية طرود من الاسلحة والذخائر بالمظلات لقوات زعيم الميليشيا ديفيد ياو ياو في شرق البلاد يومي الجمعة والسبت. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير ان طائرات عسكرية سودانية من طراز أنتونوف اسقطت اسلحة وذخائر حول بلدة ليكوانجول أمام الجميع بما في ذلك بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان. ونفى المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد هذا الاتهام. ولا توجد علامات على إحراز تقدم في المحادثات غير المباشرة التي جرت في اديس ابابا بين السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال المتمردة التي تقاتل جيش السودان في منطقتين متاخمتين لجنوب السودان. وتتهم الخرطومجوبا بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال. ويتهم جنوب السودان جاره السودان بدعم ميليشيات في الجمهورية الجديدة. ومن المتوقع ان يبحث الرئيسان ايضا حلا لمنطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها حيث فشلت محاولات سابقة لاجراء استفتاء بسبب عدم الاتفاق بين الطرفين بشان من يحق له التصويت.