مرة أخرى نجتر الهزيمة في مقابلة كروية كنا الأضعف فيها عرت عن واقعنا و كشفت حقيقة ‘أسودنا' التي كانت لقمة سائغة في متناول منتخب مغمور عرف جيدا من أين تأكل الكتف المغربية. ثلاثة أهداف كانت كافية لتعيدنا إلى مكاننا الطبيعي و قذفت بمنتخبنا الوطني إلى الدرك الأسفل كرويا تبخر معه حلم التأهيل لنهائيات كاس العالم 2014 التي لن نكون حاضرين فيها، فتح الجرح الكروي من جديد الذي ما كاد يندمل عقب خروجنا الدراماتيكي من منافسات جنوب إفريقيا و ما خلفه من ردود فعل غاضبة ليأتي الإقصاء من نهائيات البرازيل ليزيد من معاناتنا و يفاقم أزمتنا الرياضية التي تستدعي اليوم وقفة شجاعة حازمة و مسؤولة للوقوف على مكامن الخلل في منظومتنا الكروية و الرياضية عموما، فلا يمكننا الاستمرار في لعبة التخفي حتى تمر العاصفة، علينا أن نكون واقعيين في التعاطي الايجابي و المسؤول مع ظاهرة الإخفاق الرياضي الذي لازمنا لسنوات عديدة و حرم الجماهير المغربية حلاوة الانتصار و التتويج القاري و الإفريقي، لازلت لم أفهم حتى اللحظة لماذا نصر على تدويل الفشل بهذا الشكل و نعمل على تسويقه بهذه الدرجة التي أساءت لنا جميعا. لقد ظل الشأن الرياضي الوطني و لسنوات عديدة مديدة في منأى عن أية مسائلة رغم الأموال الطائلة التي تضخها خزينة الدولة لدى الجامعات الرياضية و المنتخبات الوطنية حتى تحولت بعض جامعاتنا الرياضية الى جامعات ذات سيادة لا حق لأحد حتى برلمانيين و مستشارين الاقتراب منها أو الدعوة إلى افتحاص ماليتها و هو ما أعطى للقائمين على تدبير شؤونها الإشارة للاستمرار في إنتاج العبث و حصد الهزائم تلوى الهزائم و لا يهم مصلحة الوطن و القميص الوطني أخر شيء يفكر فيه، و ما صرح به مدرب المنتخب الوطني السابق خير دليل على أن أمورنا تدار " بالفاتحة" كما يقول المثل العامي، لقد ندم المسيو غيريتس على السنوات التي تحمل فيها مسؤولية قيادة المنتخب الوطني لكنه لم يندم عن الأموال الطائلة التي جمعها من عرق و جيوب أبناء هذا الشعب و لم يندم على صداقته لكل من سهل له طريق المنتخب. اليوم و بعد هذه النكسة الكروية التي أخرجتنا من المنافسات الدولية و وضعتنا أمام تحدي إعادة بناء منتخب وطني حقيقي بعيدا عن الحلول الترقيعية التي أوصلتنا إلى ما نعيشه اليوم قالها الطاوسي بحسرة و ألم " ما بغيتونيش ندخل الكرة بيدي " كلمات مؤثرة لكنها في واقع الحال صادمة ، المشكلة اليوم ليس في تغيير الإطار الفني و التقني بآخر، المشكلة أكبر من الطاوسي و طاقمه، المشكل الحقيقي الذي ظل مغيبا هو في الجهاز الجامعي و الوزارة الوصية التي توجد خارج التغطية بعيدة كل البعد عن نبض الشارع المغربي و الجماهير الرياضية و الكروية التي سئمت هذا التعامل الشاذ و تطالب اليوم بوضع كل المؤسسات الرياضية و في مقدمتها جامعة كرة القدم في مجهر المحاسبة التي لا تلغي مسؤولية أي طرف في ما حدث و يحدث للرياضة الوطنية التي تعيش أتعس سنواتها فالكرة اليوم في مرمى البرلمان و الحكومة معا نتمنى أن تكونا لهما ما يكفي من الشجاعة لفتح ملفات الرياضة الوطنية التي عشش الفساد و التسيب في جسدها و دواليبها و حتى ننصف المغاربة و نصالحهم مع دستورهم الذي ربط المسؤولية بالمحاسبة و كل عام و رياضتنا الوطنية بألف " هزيمة".