من حق المغاربة أن يعبروا عن سخطهم و احتجاجهم عن النتائج التي حققها المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا 2012. من حقنا أن نخرج إلى الشارع لنرفع صوتنا عاليا، ندين الفساد الذي عشش في رياضتنا المغربية حتى أصبح واقعا نعايشه دون أن نرفضه. من حقنا أن ندين هذا الصمت الغير مبرر للجهات الحكومية اتجاه نكسة لبريفيل التي عرت واقعنا الكروي، وكشفت حقيقتنا كجرذان لا يربطها بلقب الأسود إلا الخير والإحسان، كما من حقنا اليوم أن نرفض خروج وزير في الحكومة المغربية ليعلن في مشهد يثير الشفقة على أنه لن يطالب بإقالة مروجي الوهم، وعلى رأسهم المسيو غيريتس الذي لا يهمه أن يخسر وطن بأكمله، مادامت امتيازاته محصنة، وغير قابلة للكشف، وتحظى بسرية تامة، وكأني بها سر من أسرار الدولة التي لا يجب النبش أو الجهر بها. حقيقة، لم أستوعب وأنا أتجرع مرارة الهزيمة كباقي أبناء جلدتي خرجات السيد اوزين الذي تناسى أنه يشرف على قطاع الشباب والرياضة، وأن الدبلوماسية التي مارسها في ما سبق من الأيام، لم تعد تجدي نفعا أمام فورة وغضب الشعب المغربي الذي لن يقبل بالمطلق أن تستمر المهزلة، ويستمر معها مسلسل الاستنزاف الذي تتعرض له مالية الدولة من أجل أن نحصد الهزائم، ولا شيء غير الهزائم، فالوطن أكبر من كل هذه الكاركيز التي سقطت في أول امتحان حقيقي لها. أكبر من غيريتس، والفهري، وجوقته التي عليها حزم حقائبها، وترك الميدان لأهل الاختصاص الذين يعرفون مكامن الداء، ولهم ما يكفي من الوصفات لانتشال كرتنا الوطنية من المستنقع التي تقبع فيه منذ سنوات، فالكل اليوم مدان في ما حدث في لبريفيل، ولا يمكن لأحد أن يتنصل من مسؤوليته الهزيمة/ النكسة التي تلقتها كرة القدم المغربية والرياضة الوطنية عموما.. فالنتائج المسجلة لم تكن في المستوى المطلوب. أعطاب في كل شيء، إلا في الموارد المالية التي تم وضعها تحت تصرف غيريتس، وطاقمه التقني والإداري الذي استخف بمشاعر أزيد من 30 مليون مغربي، يطالبون اليوم بمحاسبة كل من تورط في فضيحة الكان، ومسؤولية السلطة التشريعية والتنفيذية قائمة في كيفية التعامل مع ما حدث، وكيفية تدبير ملف الرياضة الوطنية التي تعتبر من الصناديق السوداء التي علينا فتحها حتى يقف الجميع على حجم الاستنزاف الذي يتم بمسميات عديدة، إلا مصلحة الوطن.