أعضاء الائتلاف السوري توافقوا على اختيار هيتو بالنظر إلى خبرته الإدارية (الفرنسية) انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض مساء الإثنين18 مارس الجاري في إسطنبول غسان هيتو الذي تولى مناصب عالية في شركات عالمية للتكنولوجيا والاتصال وعاش لفترة طويلة في الولاياتالمتحدة، رئيسا للحكومة الانتقالية التي ستشرف على الأراضي الخاضعة لسلطة المعارضة في سوريا. وقال عضو الائتلاف السوري المعارض هشام مروة بعد فرز الأصوات إن "غسان هيتو حصل على 35 صوتا من أصل 49". وجاءت عملية الانتخاب بعد 14 ساعة من المشاورات بين حوالى 70 عضوا يتألف منهم الائتلاف. ووصف بعض الأعضاء هيتو بأنه مرشح تسوية مرضية للإسلاميين والليبراليين في المعارضة على حد سواء. ولكن عدد كبير من أعضاء الائتلاف رفضوا المشاركة في عملية التصويت ما يدل على استمرار الخلافات داخل المعارضة السورية. وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب "إنه تصويت شفاف، تصويت ديموقراطي". وأدلى الأعضاء بأصواتهم في صندوق شفاف بقاعة المؤتمرات في أحد فنادق إسطنبول حيث عقد الاجتماع. ووصل هيتو بعد دقائق على الانتخاب واستقبل بعاصفة من التصفيق. وقال رئيس الحكومة الانتقالية للصحافيين "نقول لكم (للشعب السوري) إننا معكم وإن شاء الله سوف ننتصر" مضيفا أنه يحيي الشعب السوري "الكبير". وأضاف "سوف نعلن قريبا برنامج هذه الحكومة". وتبوأ غسان هيتو، الذي قضى سنوات عديدة في الولاياتالمتحدة، مناصب عالية في شركات عالمية للتكنولوجيا والاتصالات، وهو مسلم متدين يتكلم بلكنة أميركية واضحة. وقال أعضاء في الائتلاف المعارض إن هيتو هو "رجل التوافق"، مشيرين الى أنه يحظى باحترام الإسلاميين في المعارضة، وبقبول من الليبراليين بالنظر إلى مساره المهني الناجح في الولاياتالمتحدة. حتى العام الماضي، كان هيتو مديرا تنفيذيا لمدة 11 عاما في شركة "اينوفار" الأميركية لتكنولوجيا الاتصالات في تكساس. لكن في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، ترك منصبه فجأة "لينضم الى الثورة السورية"، على حد قوله. وكان هيتو ناشطا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في الولاياتالمتحدة في المجالين الإنساني والسياسي. فقد شارك في تأسيس "تحالف سوريا الحرة" في الولاياتالمتحدة وتولى منصب نائب الرئيس منذ 2011، وهدف التحالف إلى "دعم تطلعات الشعب السوري في تحقيق الحرية والعدالة والحريات المدنية واحترام القانون". كما شارك في تأسيس "هيئة شام الإغاثية" في الولاياتالمتحدة في 2011 وتولى منصب نائب الرئيس. وتعمل الهيئة على "دعم الشعب السوري ورفع المعاناة عنه بالإضافة الى تأمين الحاجات الأساسية له"، بحسب ما جاء في الإعلان عنها. أسود الشعر مع شاربين رماديين، يضع هيتو نظارات، وغالبا ما يظهر مرتديا سروال جينز و"تي شيرت" قطنية. وإذا كان شكله الخارجي متأقلما جدا مع محيطه الأميركي، ولكنته أميركية، فإن خطابه ديني الى حد بعيد. فقد قال خلال مؤتمر أقيم السنة الماضية من أجل سوريا في الولاياتالمتحدة "الأمل... يأتي من الله. إخوتنا وأخواتنا في داخل سوريا أدركوا ذلك منذ زمن". وأضاف "أن الله يحبنا ويعنى بنا (...)، سيقدم لنا العون، سيهتم بالشعب السوري. سيقدم له الغذاء وسيدافع عنه. وحده هو يمكنه القيام بذلك، لكن نحن لا بد لنا من التحرك اليوم". بعد انضمامه الى "الثورة"، عمل هيتو على تأسيس وإدارة "وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والإنساني في الائتلاف الثوري لقوى المعارضة والثورة السورية" التي تعمل عبر الحدود السورية التركية وتوصل مساعدات إلى الداخل السوري. وقال عضو في الائتلاف رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس إن هيتو يملك، بحكم عمله ونشاطه في الولاياتالمتحدة، علاقات دبلوماسية واسعة، معتبرا أن مثل هذه العلاقات "مهمة للحصول على الدعم المالي الذي تحتاجه سوريا" في هذه المرحلة. ولد هيتو في دمشق في 1964، وأمضى قسما كبيرا من حياته في الولاياتالمتحدة حيث حصل على إجازتين في الرياضيات والمعلوماتية من جامعة بورديو في انديانا العام 1989، وحصل على ماجستير في إدارة الاعمال العام 1994. هو عضو مؤسس في جمعية الدعم القانوني للجالية العربية والمسلمة التي تأسست في الولاياتالمتحدة العام 2001، وتهدف إلى الدفاع عن "الحريات الشخصية والمدنية ومكافحة التمييز ضد العرب والمسلمين والآسيويين". كما كان عضو مجلس إدارة في مدرسة "برايتر هوريزونز اكاديمي" المسلمة في تكساس. متزوج ووالد لأربعة أبناء أحدهم هو عبيدة، لاعب كرة قدم أميركي سابق أكد لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية السنة الماضية أنه تسلل الى سوريا "لمساعدة الثوار" في المجال الاعلامي. ونقلت الصحيفة أنه كتب رسالة لوالديه قبل رحيله جاء فيها "صنعتما مني ما أنا عليه اليوم. يجب أن أذهب لأقوم بما علي القيام به". وقال غسان هيتو للصحيفة إن ابنه استغل فرصة غيابه عن المنزل في رحلة عمل ليسافر الى سوريا.