مقاتلون من الجيش السوري الحرب بالقرب من ادلب يوم السبت (صورة لرويترز) قال مصدران بالمعارضة السورية المقسمة يوم الثلاثاء 16 اكتوبر الجاري ان المعارضين اتفقوا على تشكيل قيادة مشتركة للاشراف على معركتهم للاطاحة بالرئيس بشار الأسد بعدما تعرضوا لضغط متزايد من مؤيديهم الاجانب للتوحد. ويهدف القرار الذي اتخذه عشرات المعارضين ومنهم قادة الجيش السوري الحر في اجتماع داخل سوريا يوم الأحد إلى تحسين التنسيق العسكري بين المقاتلين وخلق قيادة واحدة يأملون أن تكون القوى الخارجية مستعدة لتزويدها بأسلحة أقوى. وقال مصدر بالمعارضة "تم التوصل للاتفاق.. يحتاجون فقط لتوقيعه الآن." واضاف أن المؤيدين الاجانب "يقولون لنا: نظموا انفسكم واتحدوا.. نريد فريقا واضحا وذا مصداقية لنزوده بأسلحة نوعية." وذكر أن قطر وتركيا هما القوى الاساسية وراء التوصل إلى الاتفاق. وهذه أحدث محاولة للم شمل المعارضين المسلحين المتشرذمين الذين يقاتل معظمهم اسميا تحت لواء الجيش السوري الحر لكنهم من الناحية العملية يعملون بشكل مستقل. وستضم القيادة الجديدة قائدي الجيش السوري الحر رياض الأسعد ومصطفى الشيخ -اللذين تعرضا لانتقادات من الكثير من مقاتلي المعارضة لتمركزهما في تركيا- واللواء المنشق حديثا محمد حاج علي بالإضافة إلى قادة المجالس العسكرية الاقليمية للمعارضة داخل سوريا مثل قاسم سعد الدين المتمركز في محافظة حمص. وقال منظمون ان المجلس الوطني السوري حدد الرابع من نوفمبر تشرين الثاني موعدا لعقد مؤتمر لتوحيد المعارضة في قطر. وبدأت الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا كحركة احتجاجية سلمية ثم تحولت إلى حرب أهلية يقاتل فيها مسلحون اغلبهم من السنة من اجل الاطاحة بالأسد المنتمي للأقلية العلوية. وتجتذب الحرب ايضا مجاهدين سنة اجانب مما سبب قلقا للقوى الغربية وبعض الدول الاقليمية. وأدى انعدام الثقة والخلافات حول القيادة والاساليب ومصادر التمويل إلى توسيع هوة الخلافات بين الكتائب المستقلة بشكل كبير والمتناثرة في انحاء سوريا. وقالت مصادر المعارضة ان الضغوط تزايدت على زعمائهم للتوحد بعد ان هددت الاضطرابات داخل سوريا بالامتداد إلى الدول المجاورة. وقال مصدر بالمعارضة "لن تكون هناك وحدة على الاطلاق داخل سوريا دون موافقة الدول الداعمة للثورة لأن كل جماعة تدعمها دولة ما." وأضاف "الان اصبحت الدول تشعر بالقلق وباتت القضية السورية اكبر مما كانوا يتوقعون وتقريبا خارج نطاق السيطرة." ومن المتوقع ان تتألف القيادة الموحدة للمعارضة من 60 عضوا يمثلون معظم القوات التي تقاتل في سوريا ومنها جبهة التحرير الاسلامية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 80 شخصا قتلوا في سوريا حتى الغروب يوم الثلاثاء بعد مقتل 160 شخصا يوم الاثنين. ووقعت اشتباكات ضارية في مدينة حماة واستمرت المعارك في حلب ومحافظة إدلت الشمالية. وفي تحرك يبرز تزايد القلق الدولي من الصراع قالت الخدمة الإعلامية للفاتيكان ان البابا بنديكت سيرسل مجموعة من كبار الكرادلة لزيارة سوريا في الأيام المقبلة للتعبير عن التضامن مع الشعب السوري.