على غرار مجموعة من الدول العربية مثل سوريا، سلطنة عمان، الجزائر، لبنان، السعودية، انطلق بالمغرب مشروع سفراء التنمية؛ أول برنامج تدريبي تنموي تطوعي متخصص في الوطن العربي والإسلامي، تم إطلاقه في أكتوبر 2011 برعاية الأكاديمية الدولية للتدريب والتطوير القيادي بكندا، وذلك تحت إشراف المدرب الجزائري محمد مايمون - المدرب المحترف في التنمية البشرية وتطوير الذات - وعدد من المدربين العرب، ويهدف المشروع إلى تدريب الشباب العربي على وضع خطة إستراتيجية شخصية لحياتهم بأقل التكاليف الممكنة ضمن مبادئ الجودة والإتقان والتعاون، ويمكنهم من أخذ زمام المبادرة للتخطيط لحياتهم وتعزيز الثقة بأنفسهم من خلال إعادة برمجتهم على استعمال أساليب واستراتيجيات التفوق البشري، ثم توظيف هذه الأساليب لتوفير فرص أفضل لحياة أفضل. وقد انطلق مشروع سفراء التنمية في 9 ابريل 2012 بالعاصمة الرباط تحث إشراف فريق عمل متميز بقيادة مشرفة المشروع في المغرب الأستاذة فاطمة بلخال، وعرف اللقاء مشاركة أزيد من 90 مدرب ومدربة، تخللته دورة في التخطيط الاستراتيجي الشخصي قدمها المدرب محمد مايمون، لقيت تفاعلا كبيرا من جمهور المتدربين واختتمت بتوزيع شهادات الدورة مع الحقيبة التدريبية المتخصصة. وفي حديثها عن مشروع سفراء التنمية في المغرب، أوضحت فاطمة بلخال المشرفة على المشروع في المغرب لأون مغاربية أن المشروع فرصة ذهبية حيث فتح أفاق واسعة بين المدربين من خلال دورات التخطيط الاستراتيجي التي ساهمت في تغيير حياتها –تقول المدربة فاطمة- و"جعلتني احلم وأجعل من أحلامي أهدافا استراتيجية ورسمت لحياتي خطة عملية وصارت لدي رؤية واضحة ورسالة أعيش من أجلها" تضيف بلخال. وأوضحت المدربة بلخال أن المشروع واجه بعض الصعوبات في بدايته وتطلب وقتا وجهدا مضاعفا، غير أن النتيجة كانت جيدة وفيها إفادة كبيرة خاصة وأن مبادرات كثيرة خرجت للوجود، كما قدم المشروع فرصة للعديد من المدربين الذين حصلوا على شهادة مدرب معتمد منذ سنوات لكنهم لم يبدءوا العمل الميداني إلا مع سفراء التنمية حيث وجدوا الدعم والتحفيز والمادة القوية وحقيبة جاهزة. وتألق مجموعة من المدربين المغاربة وعلى رأسهم المدرب أيوب السليماني الذي قدم أول دورة عربيا لفائدة المكفوفين، والمدرب أبا صادقي في أول شهر بعد إطلاق المشروع بالمغرب حيث شهدت العديد من المدن المغربية كالدار البيضاء ، الرباط ، المحمدية ، فاس ، مكناس ، أغادير ، آسفي نشاطا واضحا قدمت فيه أكثر من 70 دورة تدريبية، استفاد منها ما يزيد عن ألفي متدرب ومتدربة، كما استطاع المدربون المغاربة رفع التحدي خلال أقل من ثلاثة أشهر من إطلاق المشروع في المغرب ليحققوا المرتبة الثالثة عربيا بعد كل من اليمن والجزائر المحافظتين على المرتبتين الأولى والثانية، متقدمين على السعودية والعراق في المرتبتين الرابعة والخامسة. ويستعد سفراء التنمية المغاربة على غرار نظرائهم في باقي الدول العربية المغاربة للتحضير لنشاط الملتقى الأول لسفراء التنمية الذي سيجرى بإسطنبول – تركيا من 27 إلى 31 من غشت المقبل. ويتوقع أن يكون المدربون المغاربة من رواد المشروع في العالم العربي نظرا للاحترافية والحماس التي يتميزون بها لخدمة رسالة المشروع ورؤيته.