أعرب رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. في حوار أجرته معه صحيفة "الباييس" الإسبانية، بتاريخ 20 ماي 2012، عن قناعته بأنه إذا أرادت الجزائر " فستتم تسوية قضية الصحراء في أيام أو أسابيع. شرط أن تعيد النظر في موقفها الحالي". وبعدما تأسف رئيس الحكومة لوجود مثل هذا النزاع مع بلد شقيق مع كل الفاتورة الثقيلة المترتبة عنه. أعرب عن أمله في أن يتحسن الوضع بغية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الرباطوالجزائر. كما تطرق رئيس الحكومة في حواره إلى العديد من القضايا التي انكبت عليها الحكومة منذ ولادتها، على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي... وفي ما يلي نص الحوار : ما هي حصيلة الحكومة التي تترأسها بعد مرور ستة أشهر؟ لقد عاش المغرب الربيع العربي كما هو شأن جميع دول المنطقة. لكن لحسن الحظ طالب المغاربة بإصلاحات، لكن بدون قطيعة، في ظل الاستقرار . الاستقرار في المغرب يعني الملكية، حجر الزاوية الذي لا يمكن المزاح معه. لقد قاطع حزبنا مظاهرات 20 فبراير، لأننا اعتبرنا أنه من الخطورة القيام بذلك، ونحن نرى عدة أنظمة تسقط من حولنا. لقد كان صاحب الجلالة جد شجاع في 9 مارس. أعلن عن دستور جديد وانتخابات سابقة لأوانها، وكنتيجة لنزاهة الانتخابات، فاز حزبنا، وهو الذي كان في المعارضة ويتعرض لمضايقات من طرف مجموعة متنفذة تحاول أن تحتفظ لنفسها بالسلطة. الآن أنتم في السلطة... نحن نسير الحكومة ألا يتعلق الأمر بنفس الشيء ؟ كلا ، نحن نملك جزء من السلطة، لكن في المغرب لا يوجد تعايش، كما هو الشأن في فرنسا. فصاحب الجلالة هو رئيس الدولة، ونحن نشتغل معه كما هو منصوص عليه في الدستور. بعد مدة قصيرة من تعيينك، عين الملك كمستشار له عالي الهمة الذي لم تكن منسجما معه في المغرب يملك رئيس الحكومة سلطة، لكن صاحب الجلالة هو الذي يملك السلطة العليا والملك يتدخل في قرارات رئيس الحكومة، ويستطيع أن يختار المستشار الذي يريد. أنا والسيد عالي الهمة لسنا عدوين . توجد بيننا منافسة، ولكن نحاول أن نحافظ على علاقات جيدة، ننجح في ذلك أحيانا، ونفشل أحيانا أخرى . علاقتي مع الملك جيدة وهو لطيف معي وأحظى بثقته . نحن لسنا ملكية برلمانية، والمغاربة غير مهتمين بتغيير هذا الوضع، ونفس الشيء فيما يتعلق بالدين. فهو من اختصاص صاحب الجلالة الذي هو في نفس الوقت أمير المؤمنين، وهذا منذ عدة قرون. إنها من المقومات الأساسية للمغرب، فهو دولة يعيش فيها صحراويون أمازيغ وعرب....لديهم تعاهد ديني مع القائد . ففي بلدنا ليس هناك فرق بين (المؤسسة الدينية) والقصر مثلما هو الشأن بأوروبا، فالمؤسستان معا متجسدان في شخص واحد: الملك، وعلى الأوروبيين أن يتوقفوا على مقارنتنا بهم. ما هي القضايا التي انكبت عليها حكومتك ؟ محاولة إقامة مناخ من الثقة على الصعيد الاقتصادي . لن تجد أشخاصا يحتلون المقرات الإدارية أو يقتربون من البرلمان في محاولة للحصول على إكراميات، فهذا في طريقه إلى الزوال. لقد كنت واضحا معهم، فمن يريد أي وظيفة في الإدارة العمومية عليه أن يجتاز المباراة مثل الجميع . كما نرغب في مراجعة قانون الإضراب لتفادي الإضرابات الوحشية وتسهيل عمل المقاولين. في الماضي، للأسف ، كانت الإدارة تعتقد أنها لها الحق في تحقيق الأرباح من الشركات الخاصة، سنقوم بمحاربة الرشوة، والطريق طويلة، لكننا بدأنا. وكيف هو وضع الاقتصاد؟ نتطور بشكل إيجابي. نرغب في أن يدرك رجال الأعمال الإسبان أنه يمكنهم أن يجدوا متنفسا لهم في المغرب، فالحضور الإسباني في المغرب مهم، ولا يتعلق الأمر فقط بالمقاولات بل حتى بالمواطنين الإسبان الذين مثلا يعملون في البناء ويحملون معهم خبرتهم. نحن نعتقد أنه في مجال التعاون الثنائي هناك الكثير مما يمكن القيام به، وفي هذا الإطار لابد من مراجعة رسوم التسجيل في الجامعات الإسبانية بالنسبة للطلبة المغاربة ودعم تدريس الإسبانية في بلدنا. شهدت المنطقة تغيرات كثيرة بعد الربيع العربي، هناك أحزاب سياسية ذات توجه اسلامي مماثل لكم، إما وصلت للسلطة مثلما حدث في تونس أو مرشحة لذلك، كما هو الشأن في الجزائر، أي تأثير سيخلفه هذا الوضع مستقبلا؟ صراحة، لا ندري كيف ستتطور الأمور بيننا وبين الجزائر، أتمنى أن تتحسن الأوضاع وتفتح صفحة جديدة وأن تتخذ الجزائر قرارا بفتح الحدود التي ما تزال مغلقة. العلاقات مع تونس كانت دائما جيدة، والآن في وضع أحسن، فهو بلد يتطور على الصعيد الديمقراطي. صحيح أن الحكومة يترأسها حزب إسلامي، لكن إسلاميي تونس متقدمون حتى علينا نحن، فهم يمتلكون رؤية واضحة للديمقراطية، وهذا أمر إيجابي بالنسبة للمنطقة ككل. من جانب آخر، هناك تحركات لأشخاص باتجاه الجنوب، بعضهم من بقايا الأنظمة السابقة، وجدوا هناك حركات انفصالية، وهذا وضع يهدد منطقة مالي والمناطق المجاورة. فعلى الأوروبيين إدراك قيمة استقرار المغرب، وما يمثله هذا الاستقرار بالنسبة إلى المنطقة ككل. أين وصل ملف الصحراء؟ بكل صراحة، عندما سترغب الجزائر في حل مسألة الصحراء فستجد طريقها إلى الحل. أنا مقتنع أن الجزائر لو رغبت في ذلك فسيعرف المشكل طريقه إلى للحل في غضون أيام أو أسابيع، لكنها إذا لم ترغب فالمشكل سيبقى قائما، وهو موقف أطلب منهم أن يراجعوه. لا أفهم كيف مع بلد شقيق لدينا هذا المشكل منذ عدة سنوات مع يشكله من هدر للطاقات والموارد بالنسبة للطرفين . الناس الذين يعيشون في الصحراء يفكرون بطريقة مختلفة؟ نعم، كل واحد يفكر بطريقة مختلفة، ولا يمكن القول بأن جميع الصحراويين في نفس الجانب. وماذا عن سبتة ومليلية؟ يجب التفكير بخصوص هذه المشكة، لأنه لا يمكن حلها بين عشية وضحاها.