أكد عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو) استعداد المنظمة لدعم المشروع المغربي للتواصل مع الناشرين الأوروبيين لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والذي كان قد أعلن عنه مؤخرا وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي . وأوضح التويجري. في حديث ليومية (أخبار اليومية) في عددها الصادر اليوم الأربعاء 22 فبراير الجاري. أنه خدمة لرسالتها الحضارية ولقضايا الإعلام النزيه فإن الإسيسكو مستعدة للانخراط في هذا المشروع الإعلامي الكبير الذي يروم "تجلية هذه القضايا وتوضيحها بشكل منصف وعادل بعيدا عن التعصب والانحياز الذي يضر بموضوعية العمل وصدقيته". وإبرازا للموقف الحقيقي للعالم الإسلامي مما يجري حاليا من متغيرات وأحداث. استحضر التويجري الإصدارات والبرامج والأنشطة التي نظمتها الإسيسكو خلال السنوات الماضية في مواجهة "الإسلاموفوبيا" بعدد من الدول كبلجيكا وفرنسا وإسبانيا. مشددا على مواصلتها لهذا النهج بتعاون مع هيئات ناشطة في قضايا الحضارة والثقافة ومنظمات دولية إقليمية مع الحرص على مواجهة هذه الحملة بالموضوعية الكاملة. وفي سياق هذا الجهد المتواصل لتصحيح هذه الصور النمطية والمواقف المسبقة عن الإسلام والمسلمين. أعلن عن تنظيم الإسيسكو لمائدة مستديرة في مستهل مارس المقبل لبحث موضوع "تداول المعلومات بين حرية التعبير وحقوق الإنسان" بمشاركة مسؤولين مغاربة ومختصين وخبراء. وفي هذا الصدد. سجل أن ما جاء في مجلتي (لونوفيل أوبسرفاتور) و(لوبلران) من نشر صور ورموز مسيئة للإسلام تجسيد لهذه الرؤية النمطية البعيدة عن التمحيص العلمي النزيه وجزء من رواسب قديمة عن الحروب الصليبية والحقبة الاستعمارية واستفزاز لمشاعر المسلمين ولا صلة له بحرية التعبير الحقيقية. مذكرا بأن موقف الإيسيسكو كان قويا ومساندا لقرار منع توزيع المجلتين الذي اعتمدته وزارة الاتصال المغربية. باعتباره الموقف الصحيح الذي ينبغي أن تتبعه كل الدول الأعضاء بالإسيسكو. وباعتبار أن الحرية في هذا المجال لا يمكن أن تنعت كذلك إلا في إطار انضباطها بأخلاقيات المهنة والموضوعية. وبخصوص رد فعل "هيومن رايتس ووتش" المنتقد لقرار وزارة الاتصال. قال التويجري إنه موقف يخضع لمقاييس الغرب وقيمه في النظر إلى الأشياء وفق مركزية غربية يراد لها أن تعمم على جميع شعوب وثقافات العالم. مشددا في هذا السياق على رفض الإسيسكو للمركزية الحضارية ولهيمنة أي ثقافة أو حضارة بدعوى تقدم هذه وتخلف الأخرى. من منطلق القناعة بأن "كل الثقافات والحضارات متساوية في الكرامة والإنسانية وأن كل ثقافة هي امتداد لتاريخ عريق من الحضارات والثقافات الإنسانية وكلها تصب في مجرى الحضارة الإنسانية". وصنف المدير العام للإسيسكو موقف هذه المنظمة الحقوقية الدولية ضمن توجه الكيل بمكيالين الذي أصبح سائدا اليوم في التعامل مع المسلمين. مستحضرا موقفها الباهت مما يجري في فلسطين وبما اقترفته وما تزال إسرائيل من جرائم. معتبرا أن الجدية تفرض على هذه المنظمة وأمثالها أن تتخذ مواقف ثابتة ومتماثلة من منطلقات أخلاقية موضوعية.