شهد حي الشرف سانية الحمدوشي بسلا، المطل على زرقة المحيط الأطلسي الحالمة يوم أول أمس حدثا فنيا استثنائيا، اجتمع حوله الشاب والأطفال والكبار مثل العصافير، فكان نقطة مضيئة في تاريخ الحي، ومبادرة فنية حقيقية فتحت باب الأمل، على ترسيخ قيم العمل الجمعوي في الأحياء الشعبية، وهو ما خلف ارتياحا واستحسانا من قبل الرأي العام المحلي، وعدد من المتتبعين والمهتمين. الأمر يتعلق بتنظيم يوم فني تحسيسي تحت شعار"فنانون جامعيون من أجل المواطنة" التي تنظمه جامعة محمد الخامس أكدال بشراكة مع المعهد الدولي للمسرح المتوسطي وبالتعاون مع مؤسسة شرقاوة حداد. وقد كان اللقاء الذي حضره العديد من المسؤولين من بينهم عميد كلية الآداب والعلوم الانساية بالرباط، مناسبة حقيقية لابناء الحي كبارا وصغارا، ليشاركوا عددا من الفنانين يمثلون عددا من البلدان، للتعبير عن ما يختلج صدورهم من أفكار وأحلام عبر الريشة والألوان. في البداية كان اللون الأبيض، لون المحبة والسلام، والسلم والتسامح، يينع من أنامل مختلف المشاركين في رسم الجداريات في الحي، ثم جاء اللون الازرف لون البحر، والصفاء، والنخوة، إثرها جاءت ألوان الحياة، ترتسم على جدران العديد من الفضاءات أزهارا ساحرة، لتهدى إلى كل عشاق الفنون البصرية التصويرية والتشكيلية، باكورة حب وسلام، ودعم حقيقي لكل الفئات من اجل تحقيق قيم التنمية المحلية التي تنشدها مؤسسة شرقاوة حداد. كما شكل هذا المهرجان الذي يقام في سياق تظاهرة ثقافية وفنية كبرى، كانت قد بدأت من الثامن من شهر دجنبر الماضي، وتستمر حتى العشرين من الشهر الجاري، بمدن الرباطسلاالقنيطرة والدار البيضاء، تحمل عنوان" حوارات مباشرة" شكل المهرجان محطة حقيقية للاحتفاء بالمواهب الشابة في مجال الرسم والتصوير، حيث احتفى المشاركون في هذا المهرجان الجميل، باللون في أبهى تجلياته، بحثا عن تكريس قيم المحبة والتعايش، والاندماج في المجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة التي تراهن عليها مؤسسة شرقاوة حداد. وقد أبدى الطالب نسيم حداد حيوية كبيرة وهو يحتفي بالضيوف والمشاركين، وينسق مختلف لحظات اليوم التحسيسي، حتى يمر في أحسن الظرف، وبكل ما من شأنه أن يخدم ثقافة القرب، وتحقيق التنمية المحلية، وجعل المواطن محركا أساسيا في العملية التنموية، حيث يعد الجانب الفني والثقافي والجمعوي أحد مكوناتها الأساسية خدمة للمصلحة العامة ولهذا الوطن العزيز. وقد أبان المشاركون من بلدان أجنبية، الذين أعربوا عن سعادتهم وتلقائيتهم في التعامل مع أبناء الحي، وبخاصة الأطفال الصغار، من اجل زرع بذور الفرح والسعادة في قلوبهم، عن تلقائية كبيرة في التعامل مع مختلف أبناء الحي، وحب عميق للعمل الجمعوي، والفني، حيث شكل اللقاء مناسبة لاكتشاف عادات وطقوس الجميلة، وبخاصة أن مختلف المشاركين تم استضافتهم في بيت مغربي أصيل بما فيه من جمالية فسيفساء، وكرم ضيافة، وثقافة مطبخية عريقة، يأتي في مقدمتها الكسكس، الذي كان وجبة شهية لكل المشاركين. وتتميز هذه التظاهرة الفنية والكبرى، بمشاركة ثلاثين فنانا جامعيا، وعقد ورشات فنية وعرض أفلام سينمائي، وتنظيم أنشطة موسيقية، وفكاهية، ومعارض للفن التشكيلي وسهرات فنية، وذلك في محاولة جادة من اللجنة التنظيمية من إبراز مواهب الطلبة الجامعيين، ومساعدتهم على الخلق والإبداع، فضلا عن التحسيس بأهمية التشارك والتعاون والخلق في الحياة، ودعم العمل الجمعوي والتنموي. ان"حوارات مباشرة" التي تشارك فيها مؤسسة شرقاوة حداد، لقاءات تعكس ثقافة التعاون والتضامن، كما تهدف إلى تشجيع الأنشطة الثقافية الجامعية ومساعدة الطلبة للانفتاح على عالم الإبداع، والإجابة على مختلف تساؤلاتهم حول عدد من القضايا الثقافية. وتعتبر اللقاءات كذلك نوعا من التحسيس والتوعية بأهمية انخراط الطلبة والشباب بشكل عام في كل الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تحمل بين طياتها مقاربة فنية. وتروم هذه التظاهرة الفنية والثقافية التي يديرها الأكاديمي العربي الحارثي رفقة أنخيلا مونليون بناء فضاء مختلف من الشباب والى الشباب، حيث تتعايش قيم كالإبداع والتبادل والتفكير والمعرفة والالتزام، انح حوار شامل في جميع الاتجاهات وتغذية قناعة ديمقراطية عميقة والتي تعتمد على قوة المبادرة ومشاركة الجميع، انه تفكير جماعي في بلورة مشروعي. ان هذا اللقاء الذي يقام في إطار برنامج التعاون الاسباني المغربي المعتمد يسمح للمبدعين الشباب بالتفكير والفعل في قالب ذا بعد فني كبير، هو حوار يحترم التنوع ويتشكل بالدفاع عن القيم المشتركة التي يحلم بها الشباب. وكان المهرجان قد حط الرحال مساء السبت الماضي بدار الشباب حي السلام بسلا، حيث قدم المشاركون وصلات غنائية رائعة أبهرت الحاضرين.