صدر للشاعرة المغربية رشيدة بوزفور عن منشورات القلم المغربي ديوان جديد "ينام الليل في عينيك"..و يقع هذا الديوان في 64 صفحة من الحجم المتوسط و يضم بين دفتيه أربع عشرة قصيدة منها : عري مذاق المنارات - ينام الليل في عينيك- أعرف - رحيل- كيف الإبحار- أعتاب الجمر- إلا الحب- قد أغفو- في مكان ما- عود على بدء. و قد وقع تقديم هذا الديوان الكاتب مصطفى لغتيري و جاء فيه: الشعر كائن مخاتل ، زئبقي ، و نرجسي ..دوما يتأبط غوايته و يمضي الهوينى في دروب غير مرئية ، يقتنص القلوب المثقلة بالمشاعر المرهفة ، والحساسة ، ليسقطها في شباكه ، فتنز حبرا طريا ، غضا ، مشعا ، ينهرق على بياض غير واثق من نفسه ، و تنكتب القصيدة. فبأي المقاييس نقرأها ،و نتأملها و نحاكمها؟ أمام دفق المشاعر المضمخة ببهاء الحرف ، لا نملك غير أن نتدجج بالصمت ، و نفسح المجال رحبا لحواسنا ، كي تعب جرعات متتالية من رواء الصوغ الجميل ، السادر في فتنته ، إلى ما شاء الشعر و غوايته. في هذا الديوان تفتح لنا الشاعرة رشيدة بوزفور كوى على ذاتها ، مشاعرها ، لوعتها ، هواجسها ..كوى " تزيدك حسنا ، كلما زدتها نظرا" .. القصيدة هنا بوح مكتمل ، دافئ حينا ،و ساخن محرق أحيانا أخرى .. الذات هنا معيار كل شيء ، و العالم ليس سوى تفصيل ، قد لا يستحق الذكر .. في هذا الديوان تعزف الشاعرة سمفونيتها الخاصة ..ميسمها الأساس ذات مثقلة بالعواطف الجياشة ، و بصوغ شعري انتقى من معجم جواني / داخلي ما يلائمه.. كل هم الشاعرة هنا أن تورط المتلقي في عالمها الأثير ، عالم الأحاسيس ، التي تعيد للدهشة طراوتها ، و تصالحنا – في المحصلة النهائية- مع ذواتنا ، التي تتحصن بحيادها المفرط ، و هي تتعاطى مع العالم من حولها. النصوص هنا تتغنى بالعشق و تمجده ، إنه عشق خاص، عشق للحرف للكلمة و gلعبارة ، عشق صوفي تتداخل فيه ذات العاشق بالمعشوق ، فيحدث نوع من الحلول ..الحلول هنا هو روح الشعر باعتبار المركب الذي يجمع بين الشاعرة و القصيدة ، معشوقتها الأبدية و الأثيرة. القصائد في الديوان تغرينا – من خلال بوحها الجميل- بإلقاء أنفسنا في بحيرة عالم مواز ، عالم يستقر في دواخلنا ، و نأبى أن نكشف عنه، أو نفسح له المجال ليغمر تربتنا العطشى بمياهه المحفزة لبذرة الحياة. لكل ذلك و لغيره ، فلتتجرع أيها القارئ زلال هذه القصائد ، كي تصالح ذاتك مع مشاعرها الدفينة ، و كن على يقين أن رقتها كفيلة بأن تصقل تلك المشاعر و تزيل عنها غشاوتها.