سيف الإسلام القذافي على متن طائرة بمدينة الزنتان عقب اعتقاله يوم السبت –رويترز نفى سيف الإسلام القذافي اليوم السبت 19 نونبر الجاري انه كان على اتصال مع المحكمة الجنائية الدولية أثناء هروبه قبل ان يلقي مقاتلون ليبيون القبض عليه. ووصف سيف الإسلام التقارير التي ذكرت الشهر الماضي انه كان على اتصال غير مباشر بمسؤولي المحكمة الجنائية الدولية بأنها "كلها أكاذيب" قائلا انه لم يجر اي اتصال قط معهم. وكان نجل القذافي يجيب على سؤال لرويترز على متن الطائرة التي أقلته إلى بلدة الزنتان بعد اعتقاله في وقت سابق. وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي انه تلقى عبر وسطاء استفسارات من سيف الإسلام عن المعاملة التي قد يلقاها اذا سلم نفسه للمحكمة في لاهاي والتي وجهت اليه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ولا تأخذ المحكمة الجنائية الدولية بعقوبة الإعدام خلافا لليبيا التي تريد محاكمته عن اتهامات بجرائم خطيرة ارتكبت على مدى عدة سنوات. وقال سيف الإسلام انه بصحة جيدة بعد ان اعتقله عدد من المقاتلين الذين أطاحوا بوالده مضيفا انه أصيب بجروح في يده اليمنى أثناء غارة جوية لحلف شمال الأطلسي قبل شهر. وردا على سؤال لمراسلة رويترز ماري لوي جوموتشيان على الطائرة التي نقلته الى مدينة الزنتان عما إذا كان يشعر أنه على ما يرام قال "نعم". وسئل سيف الاسلام (39 عاما) الذي تحدث باقتضاب عن ضمادات حول ثلاثة من أصابع يده اليمني فاكتفى بالقول "القوات الجوية..القوات الجوية" وردا على سؤال ان كان يقصد غارة لحلف الأطلسي فقال "نعم .. قبل شهر". وكان مساعدون لسيف الاسلام قالوا ان موكبه تعرض لغارة جوية شنتها طائرات الحلف أثناء محاولته الفرار من مدينة بني وليد معقل المؤيدين للقذافي قرب طرابلس في 19 أكتوبر تشرين الأول وهو اليوم السابق على القبض على والده وقتله في مدينة سرت مسقط رأسه. وبعد تبادل حديث مقتضب مع السجين ذي اللحية الكثة قال صحفيون ليبيون يعملون مع رويترز التقوا سيف الاسلام انهم لا يشكون في انه هو نجل القذافي فعلا رغم انه أحجم مرارا عن تأكيد هويته بشكل قاطع. وكان الثوار نقلو عصر اليوم سيف الإسلام القذافي إلى مدينة الزنتان بطائرة مروحية من مدينة أوباري في جنوب ليبيا حيث اعتقل سالما وأربعة من مرافقيه في وقت مبكر من صباح اليوم. وكان مسؤولون ليبيون بينهم مسؤول ملف العدل في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمد العلاقي أكدوا قبل ذلك للجزيرة اعتقال سيف الإسلام (39 عاما) مع مرافقين اثنين على الأقل في منطقة صحراوية قرب مدينة أوباري التي تبعد 200 كلم عن مدينة سبها. وتلقت المحكمة الجنائية الدولية بدورها تأكيدا لاعتقال سيف الإسلام وهو أحد المطلوبين لديها بتهم ارتكاب جرائم حرب بالإضافة إلى والده الراحل العقيد معمر القذافي, ورئيس الاستخبارات السابق عبد الله السنوسي الذي لا يزال فارا. من أوباري للزنتان وفي الزنتان حاول حشد من الليبيين الغاضبين اقتحام الطائرة المروحية التي نقلت نجل العقيد الليبي الراحل وفق تأكيد مراسل لرويترز كان على متن الطائرة. وأضافت الوكالة أن بعض المواطنين حاولوا اقتحام الطائرة لكنهم مُنعوا من ذلك. وبعد قليل من وصول الطائرة القادمة من أوباري بثت قنوات ومواقع ليبية أولى الصور لسيف الإسلام معتقلا, ويرجح أن الصورة التقطت له بعيد أسره في أوباري. وقال عضو المجلس الانتقالي موسى الكوني للجزيرة إن ثوار الزنتان رصدوا سيف الإسلام لثلاثة أيام قبل أن يعتقلوه مع مرافقين له بينهم أحد أبناء عبد الله السنوسي. وأضاف أن مرافقيه وهم من قبيلتي القذاذفة والمقارحة كانوا يحاولون تهريبه إلى النيجر, موضحا أن سيف الإسلام ومن معه لم يبدوا أي مقاومة خلال اعتقالهم. وفي وقت سابق اليوم قال الكوني إن المجلس أرسل الطائرة المروحية إلى أوباري, وقلل من شأن التوجسات بصدد نقل سيف الإسلام إلى الزنتان بدلا من طرابلس. وقال إن نقله من قبل ثوار الزنتان إلى مدينتهم ليس دليلا على أنهم لا يخضعون للسلطات المركزية. وأضاف أن نجل القذافي اعتقل في منطقة أوباري بعيدا نسبيا عن الحدود مع النيجر. وكان قياديون في كتيبة الزنتان قالوا في مؤتمر صحفي بطرابلس إن سرية خالد بن الوليد التابعة لكتيبة أبي بكر الصديق اعتقلت سيف الإسلام قرب أوباري. واحتشد آلاف الليبيين مساء اليوم في الميادين العامة بطرابلس ومدن أخرى ابتهاجا باعتقال نجل القذافي.