أكّد ثوار الزنتان، اليوم السبت، أنَّ سيف الإسلام نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ينقل حاليًا إلى العاصمة طرابلس بعد اعتقاله في جنوب البلاد. وقال بشير الثعليب أحد ثوار الزنتان: إنَّ "سيف الإسلام (القذافي) في طريقه إلى العاصمة طرابلس بعد أن قبضت عليه مجموعة من ثوار الزنتان في مدينة أوباري جنوب البلاد". وأوضح الثعليب أنَّ عملية القبض تمت خلال محاولة سيف الإسلام القذافي الهرب إلى النيجر المجاورة لليبيا من ناحية الجنوب، مؤكدًا أنه تَمّ القبض على 3 كانوا برفقته. وحاولت حشود غاضبة اقتحام الطائرة التي تنقل سيف الإسلام القذافي اليوم السبت إلى الزنتان من بلدة أوباري. وأفاد مراسل وكالة "رويترز" بأنه رأى رجلاً يعتقد أنه سيف الإسلام القذافي معتقلاً لدى الثوار الليبيين وهو مصاب في يده اليمنَى. وكان المتحدث باسم ثوار الزنتان في ليبيا بشير الطليب، أعلن في وقت سابق اليوم، عن اعتقال سيف الإسلام القذافي. وأشار الطليب إلى أن كتيبة من ثوار الزنتان تمكّنت من اعتقال سيف الإسلام القذافي برفقة 2 من معاونيه في مدينة أوبارى جنوب ليبيا. من جهة أخرى، ذكر مكتب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية أنه تلقى تأكيدًا من وزارة العدل الليبية باعتقال سيف الإسلام ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقالت فلورنس أولارا الناطقة باسم مكتب المدعي العام: "ننسق مع وزارة العدل الليبية لضمان تماشِي أي إجراء يتعلق باعتقال سيف الإسلام مع القانون". إلى ذلك أكد مسؤولون في المجلس الانتقالي الليبي أن مصير سيف الإسلام القذافي لن يشبه مصير والده وأخيه المعتصم، اللذين ظهرا أحياء بيد الثوار ثم قتلا بعد ذلك في ظروف لا تزال غامضة. وأثار قتل القذافي من قبل الثوار، ومن بعده ابنه المعتصم، دون محاكمة، ردود فعل عالمية، منددة ورافضة لفكرة الانتقام بلا محاكمة. كما أجمعوا على ضرورة وأهمية محاكمة سيف الإسلام القذافي أمام المحاكم الوطنية، وذلك بعد أن تم الإعلان عن القبض عليه اليوم السبت. وقال وزير العدل في الحكومة الليبية الموقتة محمد العلاقي: "نحن نحترم العدالة والمحاكمات العادلة، وسيف الإسلام سيحاكم محاكمة عادلة سواء أمام المحاكم الوطنية الليبية أو محكمة الجنايات الليبية". لكن العلاقي استدرك: "كل معايير المحاكمات العادلة متوفرة الآن في البلاد بعد إلغاء المحاكم الاستثنائية واستقلال القضاء، وبالتالي سيف الإسلام وكل رموز النظام السابق سيلاقون محاكم عادلة وفق المعايير الدولية". وشدد العلاقي على أن حياة سيف الإسلام ستكون مصانة، وأن مصيره لن يكون مثل مصير والده الذي قتل خلال اشتباكات بين الثوار ومؤيدي القذافي، مما أدى إلى إصابته ووفاته فيما بعد. وزاد: "المهم توفير محكمة عادلة وفقاً للمعايير الدولية، مع التنويه إلى أن القضاء الوطني هو (قضاء أصيل)، بينما القضاء الدولي هو (قضاء تكميلي)، وبين هذا وذاك سنناقش هذه المسألة مع المحكمة الدولية لتقرير أين يحاكم". وكان ثوار الزنتان ألقوا القبض على سيف الإسلام القذافي ، ظهر السبت، في بلدة جنوب غربي ليبيا.