في إقليمتارودانت ذو 89 جماعة محلية، 82 منها قروية يبقى المواطنون الراغبون في إيداع طلب هذه الوثيقة غير معفيين مما يعانونه للحصول على هذه الأخيرة ،إذا علمنا أن أغلب الساكنة المتوافدين على مصلحة التوثيق والوثائق التعريفية يقبلون عليها في الساعات الأولى من كل صباح يوم و من مناطق بعيدة متحملين أعباء ومشقات التنقل، ويضطرون للمبيت عند الأقارب والأحباب أو بأحد الفنادق حتى يتمكنوا في اليوم الموالي من إيداع الطلبات لدى المصلحة المعنية ، بالإضافة الى طول الانتظار في الهواء الطلق في الحر كما في البرد، ومن أراد قضاء حاجته فما عليه إلا أن يتنقل بين البنايات المجاورة باحثا على فضاء يأويه. وهي كلها عوامل تخلق توترا وتتسبب في حدوث مشاكل وشجارات بين المواطنين أنفسهم وبين بعض المكلفين بمهمة استقبال الطلبات. فالمواطنون وموظفوا مصلحة التوثيق والوثائق التعريفية يشتكون على السواء الظروف الصعبة لانجاز وتجديد هذه الوثيقة ، فالفضاء المخصص لهذه المصلحة غير مشرف ولا يستوفي الشروط المتعارف عليها إداريا وكونه مرفق عام لا يستجيب لحاجيات المواطنين المقبلين للحصول على هذه البطاقة ولا العاملين به المطالبين بالقيام بمهامهم على أحسن وجه ،فالمكاتب مكدسة بأكوام لصناديق من الورق المقوى مملوءة بملفات المواطنين، كما تحوي ثلاثة الى أربعة موظفين وموظفات وبعضهم لا يجد كرسيا . وشح التجهيزات المكتبية و التي إن وجدت فهي متهالكة بالإضافة الى قلة الموارد البشرية. وفي حصيلة عمل مصلحة التوثيق والوثائق التعريفية استطاعت هذه الأخيرة - في ظروف جد مزرية وجد صعبة- ب 17 موظفا وموظفة استقبال يوميا ما يناهز 300 ملف خارج عدد ملفات الحملة في العالم القروي، أي ما يعادل حوالي 17 ملفا للموظف الواحد ، أما إذا احترمنا تحديد المهام بالمصلحة فالرقم هو 150 ملفا للموظف، ومقارنة مع نفس المصلحة بولاية أمن الدارالبيضاء فتستقبل 120 ملفا يوميا والتي يعالجها 80 موظفا بمعدل ملف ونصف للموظف الواحد. كما أن المدة الزمنية لترقين ملف واحد بالمصلحة بتارودانت تستغرق مابين 15 دقيقة الى 20 دقيقة نظرا لضعف صبيب الانترنت، بينما في مدن أخرى التي تتوفر على صبيب جيد فالمدة لا تتجاوز خمسة دقائق، بالإضافة الى أن ما بين موظفين الى ثلاثة يشتغلون على حاسوب وماسح ضوئي واحد . هي اكراهات عدة تعترض تجويد عمل هذه المصلحة وتعيق منتوج الموارد البشرية المعتكفين بها يوميا ، و يحدث في غالب الأيام استمرار العمل الى حدود الساعة الحادية عشرة ليلا ، وحتى يومي السبت و الأحد يعدان يومي عمل لجل موظفي هذه المصلحة. وقد بادر عامل إقليمتارودانت بتنسيق مع رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بدعم عملية طلب الحصول على البطاقة الوطنية للتعريف الالكترونية ، وذلك بوضع رهن إشارة هذه المصلحة خمسة موظفين كلفوا بتعبئة بطاقات المعلومات مما قد يخفف الضغط الحاصل على هذه المصلحة . ويرى أحد فعاليات الإقليم أن على الإدارة العامة للأمن الوطني الأخذ بعين الاعتبار شساعة الإقليم ، و وعرة المسالك ،والعدد الكبير للراغبين في الحصول على هذه البطاقة ، إذا علمنا أنه يتعين على المواطنين من الجيل القديم المتوفرين على هذه الوثيقة الإسراع الى تعويضها بالبطاقة الجديدة في أجل أقصاه 31 دجنبر2011 ، و لرفع جزء من الأعباء عن المواطنين ، والحد نسبيا من تذمر موظفي المصلحة من ظروف العمل ، فيستلزم الأمر كذلك فتح مكاتب بكل من دائرة أولاد برحيل ، دائرة تالوين ، ودائرة اغرم في إطار تقريب الإدارة من المواطنين ، مع إعادة النظر كليا في بناية تناسب مكانة ومهام مصلحة التوثيق والوثائق التعريفية بتارودانت حتى تسود الطمأنينة ويزول توتر الاتصال والعلاقة بين المواطن والموظف. اللهم إنا بلغنا يا سيادة وزير الداخلية وسيادة المدير العام للأمن الوطني ، فالأمن الوطني في خدمة الشعب.