صمدت فلسطين الجريحة ضد الكيان الصهيوني بفضل دماء الشهداء، وبسالة زعماء حركات المقاومة، الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على أرض الأجداد، وانتزاعها من المغتصبين. ومن بين أبرز رجالات المقاومة في فلسطين أحمد العجبري، نائب القائد العام لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذي اغتالته الطائرات الحربية الصهيونية عام 2012. أحمد الجعبري ولد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في 4 دجنبر 1964، في أسرة ملتزمة وبسيطة، تعود جذور عائلته إلى مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية. أنهى الجعبري دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس قطاع غزة، ليعمل بعدها في الزراعة ليعيل أهل بيته كون والده مقيما في ذلك الوقت في الأردن، ولم يثنه ذلك على مواصلة مسيرته التعليمية حتى حصل على شهادة البكالوريا في تخصص التاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة. انتمى الجعبري في بدايات الثمانينات إلى حركة فتح، وبعدها حركة حماس حيث حظي بمكانة رفيعة داخلها، ويلقبه الكيان الصهيوني برئيس أركانها، ويتهمه بأنه المسؤول والمخطط لعدد كبير من العمليات ضدها. اعتقل عام 1982 بتهمة الانخراط في مجموعات عسكرية وفدائية، وأفرج عنه 1996 في إطار اتفاق أوسلو، حيث خرج من السجن في وقت كانت حماس تتعرض فيه لحملة واسعة من السلطة الفلسطينية، فعمل على تأسيس جمعية "النور" لرعاية الأسرى ومتابعة ملف الأسرى بالكامل ومشاركته في فعاليات أهاليهم كافة. وفي عام 1997 انتمى إلى حزب الخلاص الإسلامي الذي أسسته الحركة في تلك الفترة لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة آنذاك، وساهم في بناء كتائب القسام ما دفع جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في العام 1998 إلى اعتقاله لمدة عامين بتهمة علاقته بكتائب القسام، وتم الإفراج عنه مع بداية الانتفاضة عام 2002 إثر قصف الاحتلال لمقرات الأجهزة الأمنية في القطاع. ظل الجعبري ثالث ثلاثة في المجلس العسكري لكتائب القسام إلى حين اغتالت إسرائيل الشيخ شحادة عام 2002 وفشلت في محاولة اغتيال الضيف عام 2003 والتي أصيب خلالها بجروح بالغة وإعاقات غير محددة ليتحول معها الجعبري إلى القائد الفعلي لكتائب القسام إلى جانب الضيف القائد العام للكتائب في فلسطين. ويعتبر مهندس صفقة وفاء الأحرار التي حرر بموجبها 1027 أسيرا جلهم من ذوي الأحكام العالية. تعرض لمحاولات اغتيال إسرائيلية عدة، أبرزها تلك التي نجا منها بأعجوبة، بينما استشهد ابنه البكر وشقيقه وبعض من أقاربه باستهداف طائرات الاحتلال الحربية في حي الشجاعية عام 2004. وأما أحمد الجعبري فقد اغتيل لاحقا بقصف إسرائيلي على سيارته وذلك، في يوم الاربعاء 14 نونبر عام 2012.