لعل أهم المشاكل التي يعاني منها الآباء، هي عدم انجذاب أبنائهم للخضروات خاصة الأطفال منهم . لكن ،دعونا، أيها الآباء و الأمهات، نعود بضع سنوات للوراء ،أ لم يكن أغلبنا لا يحب الخرشوف مثلا؟ و الآن ،ألم تتغير عاداتنا الغذائية وأصبح كثيرٌ منا يحب البقولة وخبز البيت ؟ حبنا للخضروات أو لبعض الأنواع التي كنا لا نطيق حتى تذوقها جاء تدريجياً، كلما تذوقنا الخضر و تعرفنا على طعمها ،أصبحت لدينا القابلية لإضافتها الى الوجبات . فلا تخافوا،الأطفال مثلنا سيحبون الخضر لاحقاً من دون شك ! و حتى ننشئ طفلا محبا للخضر وجب أولا تقديمها له باكراً، فكلما قدمتها باكراً كان أكثر تقبلاً لها .ولأنهم يميلون كثيرا لتقليد آبائهم، لابد أن يكون الأهل خير قدوة لهم . لذلك على الأم مثلا أن تتعود على قضم جزرة أو خيارة أمام طفلها، أو وضع الخضروات الطازجة دون تقطيع على مائدة الطعام والقيام أمام الطفل بحركة التلذذ والاستمتاع لتحفيزه على تذوقها. كما تعتبر عملية إشراك الطفل في إعداد الطعام عامة و السلطة على وجه الخصوص، من الأمور التي تجعله أكثر حماسا لتناولها . لذلك ننصحك بتركه يغسلها ويقطعها، وذلك تحت إشرافك طبعا . كما يمكن أن تطلبي منه إعداد صلصة السلطة، وتثني على ذوقه المميز بالصلصات أمام الآخرين، فهذه الخطوة ستساهم كثيراً في ترغيبه بأكل السلطة وتقديم خدماته دائماً لإعدادها. وإذا لم يحب نوعا محددا من الخضروات، اسمحي له بحذفها من طبقه . فعلى سبيل المثال، إذا كان طبق السلطة مكونا من الطماطم والخس والخيار والفلفل، وحذف طفلك الفلفل، فالأكيد بأنه سوف يحبه لاحقا، أما باقي الخضروات التي تناولها فهي كافية جدا . وأخيرا ننصحك بالحرص على تقديم الخضر لطفلك وهو جائع ، فمن غير المعقول تقديم طبق الخس والبندورة بعد تناوله لبسكويت أو شوكولاتة !