لا يختلف اثنان على أن الملك الراحل الحسن التاني هو من أهم الشخصيات التي اجتاحت ذاكرة المغاربة وشكلت أبرز محطات تاريخ المغاربة، بمواقفه وبالأحداث المثيرة التي ارتبطت به، ولا يخفى على أحد أن هذه الشخصية التي نالت شعبية واسعة لحنكتها السياسية ومواقفها القوية قد عرفت ثلة من الأحداث القوية التي طبعت مسارها، ولعل أقواها هو محاولات الإغتيال الست التي نجى منها الملك الراحل الحسن الثاني. محاولة الاغتيال بالصخيرات ومحاولة الاغتيال بالقنطيرة أو ما بات يعرف ب "انقلاب الطائرة"، هما من أبرز محاولات اغتيال الحسن الثاني وأشهرها على الإطلاق، غير أن قلة قليلة من المغاربة اليوم هم الذين يعلمون بأمر القاتل المأجور الذي اكتراه الهواري بومدين رئيس الجزائر آنذاك لاغتيال الحسن الثاني. وقد كشف مؤلف أصدر بفرنسا، تورط الرئيس الجزائري السابق، هواري بومدين، في محاولة اغتيال الراحل، الحسن الثاني، في فترة السبعينيات من القرن الماضي، وذلك بحسب شهادات مدبر محاولة الاغتيال نفسه، وهو قاتل مأجور محترف يدعى "إليتش راميريس سانشيز" ويلقب ب "كارلوس الثعلب". وقد كان هذا الإصدار الذي ألفه الصحفي "لازلو ليزكاي"، بعنوان "العالم حسب كارلوس .. وجها لوجه مع ابن آوى"، يتألف من من 219 صفحة، جمع فيه شهادات "كارلوس" واسمه الحقيقي "إليتش راميريز سانشيز"، حيث تم الكشف عن أعماله الإرهابية التي طبعت حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وكشف الكتاب عن تفاصيل خطة اغتيال الحسن الثاني وسبب فشلها حيث ذكر أن عملية اغتيال الحسن الثاني فشلت رغم التخطيط المحكم لها، و السبب وفاة الرئيس الجزائري هواري بومدين قبل تنفيذ العملية بأسابيع فقط. وقال الكاتب الفرنسي إن "صالح حجاب" الذي وصفه بأنه كان "قاطع طريق سابقا وقاتلا مأجورا في عهد نظام هواري بومدين"، هو من "خطط رفقة كارلوس لاغتيال الملك الحسن الثاني". ويحكي "كارلوس"، بحسب ما ورد في الإصدار، الخطة التي اعتمدتها لاغتيال الحسن الثاني، كانت بمباركة النظام الجزائري الذي كان يترأسه بومدين، وقال إنه "وضع خطة لاغتيال الملك الحسن الثاني، حين أرسل فرقتين منفصلتين للمغرب، كل واحدة مكونة من أربعة أشخاص، يجهلون بعضهم البعض ولا أحد كان يعرف مخبرهم. وكان هناك شخص واحد كان باستطاعته أن يعلمهم عن الطريق الذي كان سيسلكه الملك للخروج من مدينة الرباط، وكان من المفترض أن تتمركز كل فرقة على جوانب طريق من الطريقين اللذان كان يمكن أن يمر الحسن الثاني بأحدهما". وتابع كارلوس في شهادته قائلا: "كان من المفروض أن يعلمنا المخبر، عندما يحين الوقت، عن أي مسار سيسلكه الملك، إما الطريق الأزرق أم الأحمر، أنا (كارلوس) و"حجاب صالح" كنا الوحيدين اللذين يعرفان اسم مخبرنا وهو الجنرال أحمد ديلمي (وقد كان أحد رجال ثقة الملك المغرب وتوفي في حادث سير سنة 1988)". غير أن الخطة قد فشلت لتأخر وصول معلومة الدليمي للقاتلين المأجورين، وموت الهواري بومدين قد جعلهما يتراجعان عن تنفيذ العملية. راميريز سانشيز أو "كارولس الثعلب"، هو إرهابي فينزويلي، ولد في 12 أكتوبر 1949، عرف بأنه كان مخطط ومنفذ العديد من الهجمات في أوروبا حتى بات الإرهابي الأشهر في العالم قبل ظهور ابن لادن، كما عرف بقدرته على البقاء متخفيا لسنين طوال. أدين من قبل القضاء الفرنسي بالسجن مدى الحياة بتهم القتل. ويتواجد حاليا بأحد السجون القريبة من باريس وهو نفس السجن الذي كان المغني المغربي سعد لمجرد نزيلا به، وهو لازال على قيد الحياة إلى اللآن.