اختار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتريس، اسم هورست كولر، الرئيس السابق لألمانيا، مبعوثا له في الصحراء المغربية، بدل المبعوث السابق الأمريكي الأصل، كريستوفر روس، ويأتي هذا التعيين بعد تجديد مدة بعثة المينورسو في الصحراء لمدة سنة أخرى. جوكير غوتريس، الجديد كولر، يلبغ من العمر، 74 سنة، عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي ترأسه المرأة الحديدية، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث سبق له في سنة 1993 أن تولى رئاسة الاتحاد الألماني لصناديق التوفير والحسابات الجارية، ثم ترأس في سنة 1998 البنك الأوروبي، قبل أن يصبح سنة 2000 مديرا تنفيذيا لصندوق النقد الدولي. وفي الأول من شهر يوليوز من سنة 2004 أصبح رئيسا لجمهورية ألمانيا، واستمر في منصبه إلى غاية 31 ماي من شهر 2010، حيث قدم استقالته على خلفية انتقادات وجهت له بشأن تصريحاته التي أدلى بها حول تبرير وجود القوات الألمانية في أفغانستان. وفي الوقت الذي تفضل فيه جبهة البوليساريو، تعيين مبعوث من جنسية أمريكية على غرار كريستوفر روس وجيمس بيكر، يريد المغرب الذي يحتفظ بذكريات سيئة مع المبعوثين الأمريكيين أن يكون خليفة روس من جنسية أوروبية، على غرار الهولندي بيتر فان فالسوم، الذي سبق له أن قال في كلمة أمام مجلس الأمن، بأن "استقلال الصحراء الغربية ليس خيارا واقعيا"، مفضلا حصر التفاوض حول مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب. وفي حال تمت الموافقة على تعيين كولر، فإن ذلك سيتماشى مع رغبة الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، الذي يريد تعيين مبعوث شخصي له في الصحراء المغربية من جنسية أوروبية. ويعتبر كولر من بين الأوراق الرابحة، في أجندة غوتيريس الجديدة، خاصة وأن المبعوث الأممي الجديد يعتبر من بين المفاتيح للملفات الصعبة والشائكة، حيث سبق وأن تفاوض مع حكومة جمهورية ألمانيا الديموقراطية حول توحيد العملة الألمانية، وكذا تفاوضه مع موسكو حول سحب القوات السوفيتية من جمهورية ألمانيا الديموقراطية. ويشار إلى أنه مباشرة بعد اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيريتس" لاسم "هورست كولير" الألماني، استنفرت كل من الجزائر و جبهة البوليساريو جهودها الدبلوماسية للاعتراض على المبعوث الشخصي المقترح لحل ملف الصحراء المغربية، خاصة وأنه أوروبي الجنسية، وليس أمريكيا، حيث كل مبعوثي هذه الأخيرة كانت لهم حصيلة سيئة للغاية مع المغرب، والشاهد على ذلك هو عدم التّوصل إلى حل مرضي للطرفين.وهو ما أكدته الحملة الواسعة التي شنتها البوليساريو في عرض سلبيات الرئيس الألماني السابق هورست بعد أن رجحت ميوله لوجهة نظر المغرب بخصوص ملف النزاع في الصحراء المغربية، متهمين غوتيريتس بعدم الحياد.