ما زال رئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بنكيران، لم ينجح في تشكيل أغلبية حكومية من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، بالرغم من تخليه عن حزب الاستقلال بعد التصريحات الأخيرة لأمينه العام حميد شباط حول موريتانيا، في الوقت الذي تشبث عزيز أخنوش الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار بحزبي الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري، وطلب من بنكيران أن يمنحه مهلة للرد عليه بعد التفاوض مع ساجد ولشكر، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى التساؤل عن عدم إقدام عبد الإله بنكيران على تقديم استقالته للملك، مادام أنه وعد بتقديم استقالته في حالة فشله، ومادام أنه بعد مرور حوالي 3شهور على تكليفه لم يتمكن من الإعلان عن الحكومة . التليدي: بنكيران غير مسؤول عن تأخر تشكيل الحكومة وفي تعليقه على عدم استقالة بنكيران بالرغم من فشله في تشكيل الحكومة، قال المحلل السياسي، بلال التليدي، في تصريح لموقع "نون بريس" إن أخنوش لم يعلن بعد عن رد رسمي بعد طلبه من بنكيران أن يمنحه مهلة للتشاور مع حزبي الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري. وشدّد التليدي القيادي في العدالة والتنمية، على أن "بنكيران ما زال ينتظر رد أخنوش، وليس مسؤولا على تأخير تشكيل الحكومة" مشيرا في الوقت ذاته أنه يمكن الحديث عن تقديم بنكيران لاستقالته إذا كان هذا الأخير مسؤولا عن تأخر تشكيل الحكومة. وأشار التليدي إلى أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، لحدود الآن أعلن أن الأغلبية السابقة (العدالة والتنمية، التجمع الوطني للأحرار، التقدم والاشتراكية، الحركة الشعبية) هي التي ستشكل الحكومة، وهو ما سبق أن أكده لعنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وبالتالي لا يمكن لرئيس الحكومة أن يقيم مسار الجولة الأخيرة من المشاورات ويتخذ بناء عليها قرارا حتى يكون بيد يديه رد أخنوش، وما دام الرد غير موجود فأي تقرير سياسي يعد سابقا لأوانه يورد التليدي. الشرقاوي: بنكيران لا زال يعتقد بأن هناك آمل من جهته، شدّد المحلل السياسي، عمر الشرقاوي في اتصال هاتفي بموقع "نون بريس"، بخصوص عدم إقدام بنكيران على تقديم استقالته، قائلا: "أولا ليس هناك أجل دستوري يجعل بنكيران يعلن عن فشله في تشكيل الحكومة وهذه من غيابات الفصل 47 من الدستور". وأوضح الشرقاوي، أن بنكيران يبدو أنه لا زال مقتنعا بإمكانية التوصل لحل للخروج من هذه الأزمة وبأن كل هذه الشروط التي تطرح أمامه قابله للتجاوز، أو أنه يعلم بأن بعض هذه الشروط لا يمكن أن تؤدي إلى فشل". وأشار الشرقاوي، إلى أن المفاوضات تتضمن مطالب وإجابات وأن بنكيران ما زال يعتقد بأنه هناك آمل للخروج بهذه الحكومة من عنق الزجاجة، مبرزا أنه حتى لو تم تجاوز مكونات الحكومة المقبلة فإن هناك شروط ومطالب أخرى ستواجهها هذه الحكومة في المستقبل. فؤاد عبد المومني: بنكيران واحد من خدّام التسلط يسعى إلى تحسين موقعه من جانبه، علق المحلل السياسي، فؤاد عبد المومني، على قضية عدم إقدام بنكيران على تقديم استقالته بالرغم من كل العراقيل المرافقة لتشكيل الحكومة، حيث قال عبد المومني" بنكيران داخل في استراتيجية تعتمد بشكل محوري على قبول "السلطوية، رغم أنه يعمل من أجل أن يبقى لديه هامش للتحرك ضمن التحرك الملكي". وأشار فؤاد عبد المومني، في تصريح لموقع "نون بريس"، إلى أنه من الطبيعي أن تقع مناوشات بين الأطراف الثانوية في أي بنية وأي مجموعة تنظيمية أو عضوية، مضيفا أن "بنكيران يعتبر أنه عاد جدا أن يقع التدافع بين خدام التسلط الذي هو منهم، ولكن هناك دائما سقف معين وهو الإرادة الملكية" مشيرا في الوقت ذاته أن بنكيران يسعى لتحسين مواقعه قبل التدخل الملكي. وأوضح عبد المومني، أن انقلاب 3 يوليوز بمصر قوى بشكل كبير لدى قيادات "البيجيدي" بالمغرب الرهبة من أن يتعرضوا للاضطهاد، وآنذاك فضلوا أن يتنازلوا على "الادعاء في التأثير في السياسات العمومية" بغرض وحيد هو البقاء داخل الدائرة الحكومية باعتبار أن هذه الدائرة تعطيهم نوع من الحصانة، يقول المومني.