وصف بلال التليدي، الباحث في العلوم السياسية، تقديم صلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، استقالته من الحزب ب"السلوك الطبيعي والديمقراطي" الذي يجري في كل الديمقراطيات التي حينما تفشل قياداتها السياسية في تدبير ناجح للانتخابات على الأقل للحفاظ على المكتسبات السابقة، فإنها تقدم استقالتها، يورد مزوار. وقال بلال التليدي، عضور المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في تصريح خص به موقع "نون بريس"، إن تقديم مزوار لاستقالته مرتبطة بنتائج الانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر الجاري، بعد أن فقد حزب الأحرار حوالي 15 مقعدا، بالمقارنة مع الانتخابات التشريعية لسنة 2011. وشدّد المحلل التليدي، على أن هذه الخسارة لا يمكن أن تمر هكذا بدون أن تتحمل القيادة السياسية جزءا من المسؤولية، مضيفا أن الأمر يرتبط كذلك بالاصطفاف الجزئي لحزب التجمع الوطني للأحرار مع حزب الأصالة والمعاصرة، لأن القيادة السياسية للأحرار وافقت واطمأنت إلى بعض التكتيكات الانتخابية الأخيرة "للبام"، وفي الأخير هذه التكتيكات التي كان المقصود منها هو التقليص من شعبية العدالة والتنمية، لكن كان المتضرر منها هو حزب الأحرار. وأفاد التليدي قائلا "إذا لاحظنا نتائج العديد من الدوائر الانتخابية التي كان فيها نوع من التنسيق بين حزبي "البيجيدي" و"البام" من أجل اقتسام المقاعد على حساب العدالة والتنمية، لكن الذي حصل هو أن المتضرر الأكبر هو التجمع الوطني للأحرار". ونتيجة لذلك كان من الطبيعي، بحسب المتحدث ذاته، أنه كان يتعين على القيادة السياسية للأحرار تحمل مسؤوليتها وتقديم استقالتها. وحول ماذا إذا كان الهدف من تقديم مزوار لاستقالته هو سعي هذا الأخير للحصول على حقيبة وزارية في الحكومة المرتقبة أو تحالف الحزب مع العدالة والتنمية، قال التليدي "ليست لدي معلومات كافية، حول طبيعية العلاقة الموجودة الآن بين"البام" والأحرار"، ولكن على الأقل المؤشرات الظاهرة تبين أن هذه الاستقالة تبين أن هذه الاستقالة لها ارتباط بنتائج الانتخابات ولا ينبغي أن نبحت عن أسباب أخرى لا نتوفر لحد الآن على مؤشرات كافيها بخصوصها". جدير بالذكر، أن الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، قام يوم الأاحد 9 أكتوبر الجاري بتقديم استقالته من الحزب، وذلك بعد بهد "الهزيمة النكراء" التي تلقاها الحزب خلال استحقاق السابع من أكتوبر.