يرجح العديد من الخبراء العسكريين البارزين أن النزاع القائم بين روسياوتركيا قد يصل إلى بداية حرب ساخنة بين الطرفين، وذلك على خلفية توتر العلاقة بين موسكو وأنقرة بعد إسقاط مقاتلات تركية طائرة حربية روسية على الحدود التركية السورية. ويرى ميخائيل ألكسندروف، وهو خبير بارز في مركز الدراسات العسكرية والسياسية، أن روسيا في هذه الحالة ستكون مضطرة لاستخدام الأسلحة النووية فورا لأنه "سيكون المصير الوجودي للأمة على المحك". وأضاف قائلا: " إذا ما اشتعلت الحرب مع تركيا فيجب أن تكون قوية وواسعة وسريعة، يجب علينا حينئذ البدء فورا بضربات نووية توجه إلى البنية التحتية الأساسية للمواقع العسكرية في تركيا، ليس في المدن حيث يعيش السكان بل على المقرات والمراكز الرئيسية للاتصالات ومستودعات الذخيرة والمطارات والموانئ وذلك خلال الساعات القليلة الأولى من الحرب، يجب علينا تدمير البنية التحتية العسكرية بأكملها في تركيا". أما نائب مدير مركز تاوري للمعلومات التحليلية فتحدث عن إمكانية افتراض سيناريو حرب غير نووية، حيث قال: " نأمل أن نتمكن من تجنب الصراع على أرض الواقع، سلاحنا النووي خيار أخير، وفيما يتعلق بالحرب الإقليمية هناك في الإقليم أدوات غير عسكرية، هناك الكثير من اللاعبين الذين هم ضد تركيا، وفي حالة نشوب صراع مسلح فسيكفي الأكراد "لتدمير المنطقة". وأضاف "تركيا عسكريا دولة قوية نوعا ما، لكن ليس بما يكفي لطرح تحد عسكري حقيقي لروسيا، فنحن نملك أسطولا بحريا قادرا على توجيه ضربات بعيدة المدى، وليس فقط من حوض البحر الأسود… والذي يربح في الحرب الحديثة هو مَن يمكنه استخدام مزيج من أنواع القوى ومَن يستخدم نظام قيادة وسيطرة قتالية ومعلوماتية، وروسيا في هذه الحالة متفوقة، فلديها نظامها الخاص للملاحة عبر الأقمار الصناعية (غلوناس) وليديها نظام تحكم هجومي ومعلوماتي يخبر بالوضع على مسرح العمليات العسكرية بشكل مباشر". وزاد قائلا: "إذا ما أثارت تركيا النزاع وبدأت به، فهنا لن يكون من المؤكد أن يطبق الناتو المادة الخامسة، فالعدوان شيء والاعتداء شيء آخر، وعندما يكون البلد نفسه سبب النزاع ويجر بذلك حلف شمال الأطلسي فسيحاول الحلف التملص منه، فلا أحد على الإطلاق يريد أن يدخل في صراع مباشر مع روسيا، وذلك واضح لماذا، لأن التصعيد هنا يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية".