في وقت تعيش فيه منطقة شتوكة آيت باها، تبعات قلة تساقط الأمطار وأزمة كورونا؛ زاد مشكل الرعاة الرحل من تأزم الوضع؛ حيث تعرضت ممتلكات الساكنة لأضرار جسيمة. وبحسب معطيات توصل بها موقع “نون بريس” من أحد أبناء المنطقة، فإنه منذ الأسبوع الماضي؛ اجتاح الرعاة الرحل مجموعة من المناطق بقيادة تنالت باقليم اشتوكة آيت باها، وقاموا باستغلالها لصالح قطعانهم من الأغنام والماعز. ولم تتوقف انتهاكات الرعاة الرحل عند حد إلحاق أضرار بليغة بممتلكات الساكنة واستنزاف مواردهم المائية، وفق المصدر ذاته، وإنما تجاوزوها إلى كيل السب والشتم لكل من حاول مواجهتهم وطردهم من حقوله، ناهيك عن استعمال العنف قي حق السكان. وأوضحت المصادر ذاتها، أنه إلى جانب الظروف الصعبة التي تعيشها ساكنة المنطقة نتيجة توالي سنوات الجفاف وقلة المياه وانعدام فرص الشغل، يعاني السكان أيضا من خسائر كثيرة بسبب مهاجمة الخنازير التي توجد بالغابات المحيطة؛ لمحاصيل الخضر والفواكه التي تم تدميرها بالكامل ما دفع السكان إلى التوقف عن الزراعة. وبحسب المعطيات، فإن الساكنة متخوفة من تدمير ما تبقى محصول أشجار اللوز والأركان والصبار التي تعتبر مورد الرزق الوحيد لهم. ناهيك عما يعيشونه من ضغوط نفسية جراء الرعب والخوف الذي بثه هؤلاء الرعاة في نفوسهم، وذلك من خلال رشق البيوت بالحجارة بواسطة “المقاليع” والاعتداء على كل من اعترض طريقهم. وفي وقت تندد فيه ساكنة المنطقة ب”صمت السلطات إزاء هذا العدوان وتخاذلها عن نجدتهم والاستجابة لنداءات الاستغاثة التي يطلقونها”، فإنها تحذر، تضيف المصادر ذاتها، “من خطر انجراف الأمور إلى مواجهات دامية مع الرحل المعتدين إن استمر تقاعس المسؤولين عن القيام بواجباتهم على شاكلة الأحداث التي عرفتها جماعة أربعاء الساحل بإقليمتزنيت في مارس 2019 إثر اجتياح الرعاة الرحل للمنطقة ومواجهتهم من طرف السكان بعدما يئسوا من تدخل السلطات”. وفي وقت لم يستطع فيه سكان المنطقة طرد هؤلاء الرحل من حقولهم نظرا لما تعرضوا له من اعتداءات؛ أصدرت جمعيات المجتمع المدني بيانات تنديدية، ودعت السلطات بتحمل مسؤوليتها فيما ستؤول إليه الأوضاع؛ خاصة وأن عددا من الأهالي لن يبقوا مكتوفي الأيدي في وقت تُستغل فيه أراضيهم وتُستنزف خيراتها من قبل الرحل الذين دخلوا معه في صدامات أكثر ما مرة، لكن دون نتيجة. وفي هذا الصدد، أعلنت تنسيقية “أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة”، عن استعدادها “للدعوة لإعادة تأسيس لجان تسمى “إنضافن”، العرفية لحماية الدواوير، في حال استمرار السلطات في تجاهل أداء واجبها لحماية أمن وممتلكات الساكنة. وعبرت التنسيقية في بلاغ لها، توصل الموقع بنسخة منهن عن استنكارها لاستغلال هؤلاء الرحل حالة الطوارئ الصحة من أجل استغلال أراضي ساكنة المنطقة، واستعمالهم للعنف من أجل ترويع الناس لكي لا يمنعونهم من الرعي واستنزاف محاصيلهم، وقد أصيب على إثر ذلك شخصين من السكان بجروح متفاوتة الخطورة. وحملت التنسيقية، المسؤولية لما ستؤول إليه الأوضاع، للسلطات الإقليمية والمحلية. داعيا جميع الهيئات الحقوقية إلى التحرك لرفع الضرر عن هذه المناطق. من جهتها، راسلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عامل إقليم شتوكة آيت باها؛ من أجل التدخل السريع لوقف الاعتداءات التي يشنها الرعاة الرحل على سكان جماعات بالإقليم.