قال باحث إسرائيلي إن “إسرائيل تبدو منخرطة في التوتر الحاصل في منطقة الخليج العربي، وقد تنزلق إلى حرب مع إيران، مع زيادة فرص التصعيد العسكري”. وقال روني كوهين في مقاله بموقع المنتدى الإقليمي، إنه “يجب تذكر حقيقتين هامتين تم نسيانهما في غمرة التطورات في الأسابيع الأخيرة، أولهما أن من خرق الاتفاق النووي كانت الولاياتالمتحدة التي اختارت الانسحاب من الاتفاق من جانب واحد، وفرض عقوبات على إيران، بعكس مواقف شريكاتها في الاتفاق”. وأشار إلى أنه “في ضوء هذه المواقف الأمريكية، فإن مرور الوقت رويدا رويدا يكشف النقاب أن الموضوع لم يكن أكثر من هوى شخصي ومزاج يعود للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس أكثر، لأنه كان يسعى بدعم من إسرائيل لإحباط الإنجاز الذي حققه سلفه باراك أوباما من خلال هذا الاتفاق”. وأوضح أن “التقدير الإسرائيلي الأمريكي تمثل في أن زيادة العقوبات على إيران والانسحاب من الاتفاق النووي سيكونان كفيلين بإخضاع إيران للولايات المتحدة، هو تقدير بعيد عن أي مصداقية ووجاهة”. وأكد أن “الحقيقة الثانية تتمثل في أن الخطوات الإيرانية الأخيرة ومنها إسقاط الطائرة المسيرة من دون طيار، وزيادة معدلات تخصيب اليورانيوم، والمس بناقلات النفط في الخليج، واختطاف ناقلة نفط بريطانية، ووجهت بردود غربية عليها حذرة وهادئة، بهدف عدم الوصول إلى المواجهة العسكرية، رغم أن هذه الخطوات الإيرانية استهدفت سيادة تلك الدول”. وأضاف أن “السياسة الأمريكية تجاه إيران فاقدة للإرادة والدافعية، حتى إن جنرال التهديدات ترامب يكتفي بالردود إزاء الخطوات الإيرانية، ويمتنع عن الرد على إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية في ظل تراجع تأثير الصقور في الإدارة الأمريكية، وتنامي الأصوات الداعية إلى إيجاد تسوية عبر القنوات الدبلوماسية أمام طهران، لأن ترامب يعلم أن اندلاع مواجهة عسكرية قد يمس بفرص فوزه المجددة في الانتخابات الرئاسية القادمة”. وأشار إلى أن “إسرائيل تراقب هذه التطورات الإشكالية عن قرب، وتعتبر أن التوتر مع إيران قد ينعكس على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، ويبدو أن السلوك الإسرائيلي يستدعي الحرب مع إيران، رغم أنها أعلنت بصورة أو بأخرى أنها لن تنخرط فيها، لكنها أظهرت حالة من الاندفاع باتجاه المواجهة معها”. وأكد أن “هذه التوترات الإقليمية مع إيران تتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية القادمة، وهي مرحلة يبدو فيها اتخاذ القرارات المصيرية مسألة إشكالية، ولا تبدو الجبهة الداخلية الإسرائيلية محمية بما فيه الكفاية”. وختم بالقول إنه “وفق أسوأ السيناريوهات فإن إسرائيل قد تظهر الدولة الوحيدة الرافضة للاتفاق النووي مع إيران، مع تراجع مواقف باقي الدول، وستقف ضد أي تسهيلات دولية لإيران مقابل توقيع اتفاق نووي جديد وفق النموذج الكوري الشمالي، أما السيناريو الأكثر سوءا فإن إسرائيل قد تجد نفسها فيه متورطة في مواجهة عسكرية، وتحمل أضرارا كبيرة، والدخول في حساب دام مع إيران”.