تخطط الشركة الكندية الرائدة في صناعة أجزاء السيارات، ماغنا إنترناشيونال استثمار أكثر من 11 مليون دولار في مصنع بمدينة القنيطرة، يُخول لها ولوج سوق شمال إفريقيا. وقال موقع “ناسداك” الأمريكي إن المصنع سيفتح رسميا سنة 2020 بغلاف مالي سيبلغ 11.3 مليون دولار، مشيرا إلى أنه سيتخصص في صناعة مرايا السيارات الداخلية والخارجية. المصنع، الذي يمتد على مساحة تُقدر ب، 6 آلاف متر مربع، سيخلق عند بداية الإنتاج ربيع سنة 2020 حوالي 275 منصب شغل، وفق ما ذكره بيان عن الشركة الكندية. ونقل موقع ناسداك عن جون أوهارا، رئيس الشركة الكندية قوله إن افتتاح المصنع في المغرب يأتي في وقت يرتفع فيه عدد الزبناء المقبلين على منتوجات الشركة في منطقة شمال إفريقيا. وقال جون أوهارا رئيس ماغنا إن خطوة التوسع في المغرب جاءت بعد نجاح شراكة وقعت العام الماضي مع شركة “ألتران تيكنولوجي” في الدارالبيضاء، وواصفا الخطوة بالاستراتيجية للشركة. وأضاف نفس المتحدث أن الشركة تقدر أيضا جودة تأهيل اليد العاملة المتوفرة بالمغرب، خصوصا في مجال صناعة أجزاء السيارات، “ونتطلع من أجل توظيف طاقم كفؤ بالمغرب.” ويأتي استثمار الشركة الكندية في المغرب، في وقت يشهد قطاع صناعة السيارات بالمغرب دينامية متواصلة تؤهله لاحتلال الريادة عالميا خلال السنوات المقبلة، حيث يتواصل توافد استثمارات مجموعة من الفاعلين الدوليين في المجال، ما سيجعل المملكة منصة إنتاج وتصدير قوية ومتنوعة قادرة على المنافسة على الصعيد الدولي. وقالت الصحيفة الأمريكية المتخصصة في المال والأعمال “وول ستريت جورنال” إن المغرب تفوق على جنوب إفريقيا كمركز لصناعة السيارات في القارة الإفريقية . وأضافت الصحيفة، التي تعد مرجعا كبيرا في المجال بالنسبة لصناع القرار والمستثمرين، أن المملكة في طريقها لتصبح موردا رئيسيا لمصانع السيارات الأوروبية، مبرزة أن المغرب خلال السنوات الأخيرة استطاع استقطاب الفاعلين الفرنسيين “رونو” و”بوجو” لتوسيع نشاطهما. وبعد إقناع المجموعتين الفرنسيتين “رونو” و “بي إس أ بوجو – سيتروين” والشركة الصينية “بي واي دي أوطو إنداستري” واليابانية “جي تي إي كا تي” بالاستقرار في المغرب، تواصلت الاستثمارات الخارجية في قطاع السيارات طيلة السنة الماضية. ويتعلق الأمر بشركات متخصصة في صناعة أجزاء السيارات قادمة من إيطالياواليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا، والتي وجدت في المغرب المناخ الملائم للاستثمار، والبنيات التحتية والموارد البشرية الكفيلة بضمان توسيع أنشطتها بالقارة الإفريقية وتموين شركات تصنيع السيارات بأوروبا. واستثمرت الشركة الإيطالية “ماغنيتي ماريلي” في مصنع لإنتاج نوابض السيارات والعربات التجارية بغلاف مالي يبلغ 405 مليون درهم، في أفق افتتاح مصنع ثان متخصص في تركيب أنظمة الإنارة والقيادة الالكترونية والدواسات الخاصة بالعربات باستثمار يناهز 312 مليون درهم سيسمح بإحداث 200 منصب عمل إضافي. هذا فيما استثمرة شركة “بريطل” المتخصصة في صناعة أجزاء السيارات سنة 2018 8 ملايين أورو لبناء وحدة صناعية بمنطقة “أوتوموتيف سيتي” بطنجة، والتي ينتظر أن تبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية 30 مليون قطعة على الأمد البعيد، كما ستوفر حوالي 80 منصب شغل. أما بمدينة القنيطرة، فقد أعلنت مجموعة “نوڤاريس” الفرنسية، المورد العالمي للحلول البلاستيكية للسيارات، عن بناء أول موقع إنتاجي لها بشمال إفريقيا، باستثمار يناهز 25 مليون أورو، لبناء مصنع يمتد على مساحة 10 آلاف و700 متر مربع، متخصص في إنتاج أنظمة وأجزاء المحركات من قبيل مصافي الهواء وأغطية المحركات الصوتية، وكذا الأجزاء الخارجية مثل الأعمدة، وواقيات الطين، وقضبان الأسقف وأغطية وقاية أسفل المحركات، وأجزاء داخلية مثل لوحات أجهزة القياس. ومن كوريا الجنوبية، حلت ب “أوتوموتيف سيتي” شركة “هاندس كوربورايشن” باستمثار يصل إلى 4,33 مليار درهم لبناء مصنع متخصص في إنتاج عجلات الألومنيوم للسيارات، بينما استثمرت الشركة الإسبانية “بريمو” بالمنطقة الحرة للتصدير بطنجة 22 مليون أورو لتشييد معمل لصناعة بعض الأجزاء الإلكترونية التي تدخل في عدد من المجالات، من بينها صناعة السيارات. أما من اليابان، فتستثمر شركة “ميتسوي كينزوكو آكت” ، المتخصصة في صناعة مفاتيح السيارات، 12,5 مليون أورو بمنطقة معدات السيارات بطنجة على مساحة 20 ألف متر مربع، لتموين مصنع “رونو” بطنجة وعدد من المصنعين المستقرين بأوروبا. كما تستثمر شركة “جتيكت كوربورايشن” اليابانية، المتخصصة في أنظمة قيادة السيارات، 20 مليون أورو بمنطقة “أوتوموتيف سيتي” لإنشاء أول موقع إنتاجي لها بإفريقيا، بقدرة تصل إلى 300 ألف نظام توجيه ذي تعزيز كهربائي، موجهة إلى المصانع المحلية لمصنعي السيارات الدوليين بالمغرب، حيث اعتبر رئيس المجموعة، تيتسوو أغاتا، أن “المغرب، بموقعه الاستراتيجي وتنافسيته، يعمل بكفاءة لكي يصبح منصة لصناعة السيارات بإفريقيا”، مشيدا بالمجهودات التي قامت بها المملكة لتطوير “منظومات جذابة” لصناعة السيارات.