قالت قيادة المؤسسة العسكرية في الجزائر،أول أمس الجمعة، إن الجيش والشعب "متماسكان ولهما رؤية موحدة للمستقبل". جاء ذلك في افتتاحية، لمجلة الجيش،تزامنا مع مظاهرات حاشدة ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة للجمعة الثالثة على التوالي. وذكر المقال الافتتاحي، الذي اطلعت عليه الأناضول، أن “ما حققه جيشنا على أصعدة عدة، ووقوفه اللامشروط إلى جانب أمته، في كل ما مرت به البلاد من محن وأزمات، أكد مدى تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل”. واستطرد “لأن كلاهما (الجيش والشعب) ينتميان لوطن واحد لا بديل عنه، وطن تعهدت قواتنا المسلحة على حفظه والذود عنه وحمايته من كل مكروه”. وصدرهذا العدد من مجلة الجيش بالتزامن مع مظاهرات ضد ترشح بوتفليقة، بأغلب محافظات البلاد أجمعت وسائل إعلام محلية وناشطين أنها غير مسبوقة في تاريخ البلاد. والتصريحات الجديدة من مؤسسة الجيش تضاف لسلسلة أخرى من التصريحات لقائده الفريق أحمد قايد صالح، الذي أكد وجود روابط "التواد والتراحم والتعاطف والتضامن والأخوة الصادقة، التي ما انفكت تتقوى عراها بين الجيش وبين شعبه". والأربعاء، قال صالح، في تصريحات إعلامية، إن الجيش "سيعرف كيف يكون في مستوى المسؤولية المطالب بها في كافة الظروف". وفي 3 من شهر مارس الجاري، أعلن بوتفليقة، المتواجد منذ أكثر من أسبوع في مستشفى سويسري، ترشحه رسميا للانتخابات، عبر مدير حملته عبد الغني زعلان، الذي قدم أوراقه للمجلس (المحكمة) الدستوري. وتعهد بوتفليقة (82 سنة) في رسالة بالمناسبة بتنظيم مؤتمر للحوار وتعديل دستوري ثم انتخابات مبكرة لن يترشح فيها في حال فوزه بولاية خامسة. ومنذ أسبوع تتسارع الأحداث في الجزائر بالتحاق الطلبة ونقابات بالحراك وحتى منظمة قدماء المحاربين المحسوبة على النظام الحاكم أعلنت دعمها للمظاهرات فيما دعت قوى معارضة لمرحلة انتقالية تمهد لتنظيم انتخابات "نزيهة". والخميس، حذّر بوتفليقة في رسالة للجزائريين بمناسبة "يوم المرأة العالمي" من "اختراق" الحراك الشعبي الحالي من قبل أي "فئة داخلية أوخارجية" لم يسمها وعبر عن "ارتياحه" لطابعها السلمي.