يا ساكنتي في الحبق الحوشي وأزهار الدفلى تنتصبين براري أزهار… يملأ أرجك كل الأنحاء..! إن قُدَّت من دبر سوآت العرب المنهارة..! وتدلت قاب القوسين أو أدنى كثبان الصمت كأشلاء محاره..! تستنبق في القلب الهائم أسراره..! وترنح في جوف المجهول هدير الملإ..! مأخوذا في أنواء العشق وعاود بالليل دواره..! فتدلي من سدفة غابات الهدب وبين السدرة في البدء وما بين أقاصي الغربة أصقاعا.. وابني من أنقاض خرائبهم فانوس إماره… مدي فوديك مسالك عشق ومدارات النشوة، فانتفضي أتباعا ورواء حياة ها تنغرس الظلمة في أسوارك ملتاعه.. مدي قبسا من عينيك لعل الحائر في حبك يمسك بالخيط الهارب من نقع الحضرة منصاعا يضرب أخماس الحظ ويمشي ممشوقا يطرق في السدفة أسماعه فانساحي يا «فاس» مطرا وانتصبي للعشاق بوادي الشعر المزجي وزرا..! من يمشي في غسق الليل يحاذر أن تأسر عيناه مساره..! قد تشربه الظلمة في المسرى حتى تتشكل رؤياه إناره..! يا ساكنتي قُصَّت أشجار التوت وقد جرفت ممشاك ينابيع التيه.. أصوات الغيلان تعاقر ما بين تلال الأطلس في دائرة الشوق برازخ إقصاء الفرحة ما بين الشوق وما بين الغرب تراقب أن تركض فوق رقاب الأمة إن نام العسس…! فانتصبي يا «فاس» لأعلاق الشعر ملاذا ينبجس…