قالت صحيفة واشنطن بوست إن الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي -الذي أفادت أنباء بتصفيته بطريقة مروعة داخل قنصلية بلاده في إسطنبول- ربما قتل لأنه يشكل خطرا على نظام الحكم في السعودية. وأضافت أن المتابعين للشأن السعودي يقولون إن خاشقجي ربما كان يعتبر خطرا بشكل خاص من قبل القيادة السعودية، لأنه كان قريبا من دوائرها الحاكمة لعقود من الزمان. وأشارت في هذا الإطار إلى أن الرجل كان المستشار الإعلامي لرئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل، عندما كان الأخير سفيرا لبلاده في لندنوواشنطن. ووفق تعبير الصحيفة، فإن قتل خاشقجي -إذا تم تأكيده- سوف يمثل تصعيدا صادما في جهود السعودية لإسكات المعارضة. وأشارت إلى حملة القمع التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل عام، حيث تم اعتقال المئات من الأكاديميين والناشطين والدعاة ورجال الأعمال، بدواع أمنية أو بحجة مكافحة الفساد. وفي سياق حديثها عن تداعيات ما حدث لجمال خاشقجي، قالت واشنطن بوست إن ما حصل يمكن أن يفاقم الخلاف القائم بين تركيا والسعودية. ونقلت عن معارض سعودي مقيم في تركيا أن ما جرى أشاع الخوف لدى المعارضين العرب الذين لجؤوا إلى تركيا منذ سنوات. يذكر أن التحقيقات الأولية التركية توصلت إلى أن خاشقجي -الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست- تم قتله وتقطيع أوصاله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. من جانبه، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي "كريس مورفي" في تغريدة له على حسابه بموقع تويتر: "ينبغي أن تنتهي علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية بقطيعة كاملة في حال كان خبر قيام السعوديين باستدراج شخص يعيش بالولايات المتحدة إلى قنصليتهم وقتله هناك". وكان مورفي قال في تغريدة سابقة إنه "على السعودية أن توضح على الفور ما حلّ بخاشقجي الكاتب في واشنطن بوست". وذكرت مصادر أمنية تركية، السبت، إن 15 سعوديا، بينهم مسؤولون، وصلوا إسطنبول على متن طائرتين، وتواجدوا بالقنصلية السعودية بالتزامن مع وجود الصحفي السعودي جمال خاشقجي فيها. وأضافت المصادر، للأناضول، أن المسؤولين عادوا لاحقا إلى البلدان التي قدموا منها. وأكدت أن خاشقجي لم يخرج من القنصلية السعودية بعد دخوله إليها لإنهاء معاملة تتعلق بالزواج. وأمس السبت، أعلنت نيابة إسطنبول العامة، فتح تحقيق في قضية اختفاء خاشقجي. بدورها، أوضحت مصادر في النيابة العامة، للأناضول، أنها فتحت التحقيق في 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وهو اليوم الذي دخل فيه خاشقجي القنصلية السعودية في إسطنبول. والأربعاء الماضي، استدعت الخارجية التركية، السفير السعودي لدى أنقرة وليد بن عبد الكريم الخريجي، للاستفسار عن وضع خاشقجي. يشار أن متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، قال الأربعاء، إن المعلومات التي وردتهم إلى الآن تفيد بوجود خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، فيما قالت القنصلية من جانبها إنه "غادر" مبنى القنصلية بعد إنهاء معاملة خاصة به.