كلما ظهرت المذيعة الكورية الشمالية "ري تشون هي" على شاشة التلفاز الرسمي لكوريا الشمالية، يصاب العالم بالرعب والقلق، فهي لا تخرج إلا لإعلان "خطر من شأنه أن يهدد السلم في العالم"، الأمر الذي يجعل السياسيين والعسكريين على حد سواء يقفون على قدم واحدة، وتبدأ بعد ظهورها عادة موجة من التنديد والتهديد والاستنكار العالمي ضد كوريا الشمالية. آخر ظهور للمذيعة "ري تشون هي" كان حين أعلنت عن إطلاق كوريا الشمالية، صباح الأحد، صاروخاً بعيد المدى رغم تحذيرات الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية، وأعلنت نجاح بلادها في وضع قمر صناعي في المدار بفضل إطلاقها الصاروخ في خطوة قالت إنها "حدث العصر". وخرجت للقول عبر التلفزيون الرسمي أن إطلاق الصاروخ تم بأمر شخصي من الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ-أون، وقالت إن الصاروخ أتاح "وضع قمرنا الصناعي لمراقبة الأرض كوانغميونغسونغ-4 بنجاح في المدار". وجاء إطلاق الصاروخ في الوقت الذي لا يزال فيه المجتمع الدولي يحاول التوصل إلى توافق بشان كيفية الرد على آخر تجربة نووية لكوريا الشمالية في السادس من يناير الماضي. قبل شهر (في السادس من يناير)؛ خرجت المذيعة "ري تشون هي" لتُعلن نبأ تجربة القنبلة الهيدروجينية، وهي تجربة ما يزال يبحث العمل في كيفية الرد عليها، إلا أن كوريا الشمالية قامت بإطلاق الصاروخ بعيد المدى قبيل صدور أي موقف ضدها. تخرج المذيعة، التي أصبح البعض يطلق عليها اسم "مذيعة القنبلة الهيدروجينية"، إلى جمهورها بالزي الرسمي لكوريا الشمالية، حيث ترتدي اللون الوردي، إلا أن الإعلان الذي تطلقه يحمل في طياته لون الخطر والألوان النارية المتفجرة. وارتبط ظهور "ري تشون هي"، على شاشات التلفاز في جميع أنحاء العالم عند رغبة الدولة في التفاخر بأحد إنجازاتها. وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع أن المذيعة المخضرمة البالغة من العمر 69 عاماً اتخذت قرارها بالتقاعد، أتت وفاجأت الجميع بظهورها على شاشات التلفزيون، لتعلن عن نجاح بلادها في اختبارات القنبلة الهيدروجينية التي أجرتها، وبعدها إطلاق الصاروخ البعيد المدى إلى الفضاء. وأشارت تقارير موقع "ماشابل" إلى أن سر نجاحها الملفت للنظر هو تحدثها بلطف شديد إلى المشاهدين بدلاً من الصراخ، حيث كان الظهور الأول لها على شاشات التلفزيون عام 1974 مع أول بث ملون لقناة الدولة، كما ظهرت بصوتها فقط في كثير من الإعلانات الدعائية. وأوضح مارتن وليامز، الصحفي في موقع تقنية كوريا الشمالية، أنه في الوقت الذي ظهر واختفي فيه عديد من الإعلاميين، احتفظت ري تشون هي بمكانتها كما هي دون أن تتأثر، مضيفاً أن البلاد ستقع في مأزق شديد إذا حدث أي مكروه لها، فلا يوجد أي شخص يتمتع بثقة الزعيم غيرها. "مذيعة الشعب" وتعتبر ري تشون، التي يطلق عليها أيضاً اسم "مذيعة الشعب"، أكثر الإعلاميات التي تثق فيها السلطة الكورية الشمالية، حيث كلفت في الماضي بإذاعة أخبار القتل التي أجراها القادة السابقون كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل، وخصصت لها الحكومة منزلاً خاصاً في العاصمة بيونغ يانغ لتكون على مقربة من أفراد السلطة دائماً، حيث عرف عن ري تشون هي، تمتعها بحياة مترفة للغاية وسط النخبة في كوريا الشمالية. فقبل 4 سنوات، تولت ري تشون مهمة الإعلان عن خبر وفاة الزعيم كيم جونغ إيل، حيث ألقت الخبر وهي منهارة بشدة في البكاء، مثلما أعلنت عن خبر وفاة الزعيم السابق كيم إيل سونغ، عام 1994، وزعمت حينها أنها تدربت وتعلمت أسس الإعلام على يديه. وفي عام 2010 ألقي على عاتقها مهمة طمأنة البلاد في ظل تصاعد التوترات بين كوريا الشمالية والجنوبية في ذلك التوقيت، وبعدها بعامين أعلنت بحماس شديد عن تصنيع بلادها صاروخاً جديداً بعيد المدى لردع أي معتد.