بمنطقة تادارت القروية التابعة إداريا لجماعة أيت عميرة، عمالة إقليم اشتوكة أيت بها ضواحي مدينة أكادير، إستطاعت ” فاطمة تاشتوكت ” الفنانة الشابة، في السنوات الأخيرة، و في فترة قصيرة من العمل فرض ذاتها وكسب ثقة الجمهور الفني المغربي عموما و الأمازيغي بالخصوص، ففي ظرف وجير لا يتعدى ثلاث سنوات، كان للفنانة حضور قوي في الساحة الفنية المغربية الأمازيغية من خلال إبداعات غنائية متميزة، إذ شاركت في عدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وفي العديد من الملتقيات والمهرجانات الفنية ، ‘‘ نبراس الشباب '' استضافت الفنانة في أول حوار مطول لها، تحكي من خلاله عن تجربتها الفنية وعن طموحاتها المستقبلية، وإليكم نص الحوار ، الجزء الأول: تصوير: محمد بحراني في البداية لنبدأ معك بسؤال تقليدي، من تكون فاطمة تاشتوكت؟ نبراس الشباب في حوار مع الفنانة المغربية فاطمة تاشتوكت تاشتوكت فاطمة تاشتوكت، فنانة غنائية مغربية في صنف فن “الروايس” بالدرجة الأولى، و التي لا زالت في بداية مسيرتها الفنية، و تبحث عن مكان لها في الساحة الفنية المغربية الأمازيغية إن شاء الله، من مواليد سنة 1986 بدوار تادارت نايت عميرة بإقليم شتوكة ايت باها. مسيرتي..... فرصة العمر إذا استرجعنا معك الذكريات، كيف كانت بداية مسيرتك الفنية؟ مسيرتي بدأت بالصدفة، وأعتبرها فرصة العمر، بحيث لم يسبق لي يوما أن فكرت أو تمنيت أن أكون فنانة وأدخل هذا الميدان رغم حبي لعدد من الفنانات، وأيضا رغم اهتمامي في الطفولة وقبل دخولي هذا الميدان بالأغنية المغربية الناطقة باللغة الأمازيغية. ولم أكن أتوقع يوما أني سأكون فنانة بهدا الشكل، لكن مشاركتي في إذاعة “راديو بلوس” وبالضبط في إحدى البرامج الغنائية الذي يقدمه الإذاعي والإعلامي محمد ولكاش، وهوبرنماج يكتشف ويبحث عن المواهب الشبابية عن طريق الاتصال عبر الهاتف بالعلبة الصوتية، والحمد لله ثم اختاري من قبل لجنة التحكيم ضمن النتائح الأولية والأخيرة أيضا، كانت صدفة مفاجئة وجميلة، وكما يقال فهي فرصة العمر اقتنصتها بإذاعة راديو بلوس أكادير، وبالمناسبة اشكر هذه الإذاعة التي أخرجت موهبتي إلى أرض الواقع، ومنحتني شحنة معنوية وشهرة واسعة. لولا راديوا بلوس…لما كانت تاشتوكت من ساعدك لتخطي حواجز الثقافة و التقاليد الامازيغية و فرض وجودك في الساحة الفنية؟ اليد المساعدة الأولى التي ساعدتني هي الدولة المغربية في شخص الملك الذي قام بإشراك المرأة المغربية في كل المجالات بما فيه الفن، ودعا للمساواة بين الرجل والمرأة المغربيين، وأعطى للمرأة الأمازيغية بالخصوص حقها المفقود في زمان مضى. (تضحك)، وسألت الخطابي هل أذكر إسمك؟، كما ساندني الأستاذ محمد الخطابي و عائلتي صغيرا وكبيرا، وهما اللذان مدا لي يد العون والمساعدة المعنوية حتى استطعت اليوم الاعتماد على نفسي، دون أن أنسى إذاعة راديو بلوس صاحبة المبادرة الفنية الطيبة، و أستطيع أن أقول أنه لولا وجود إذاعة راديو بلوس، لما وجدتم الآن تاشتوكت في الميدان الفني كي تحاورونها، صحيح أنه بإمكاني أن أدخل هذا الميدان بلا إذاعة، لكن الإذاعة ساهمت بشكل كبير في إخراجي إلى نور الشهرة الواسعة، وهي التي اكتشفت موهبتي. ألبومك الأول عبارة عن الأغاني الخالدة لفنانات سبقوك للميدان، كيف جاءت فكرة إعادة هذه الأغاني، ولماذا الإعادة أصلا؟ إعادة الأغاني القديمة الخالدة، أولا جاء حبا لفن “الروايس” وإعجابي بهذه الفنانات وأدائهن في الغناء، وكنت في طفولتي أغني لوحدي هذه الأغاني وأعشقها كثيرا، وبعدما أتحت لي فرصة، استغليتها كي أرد لهن الجميل، و أيضا من أجل إحياء هذه الأغاني بصوت شبابي، وجل الأغاني التي ثمت إعادتها كانت في طريقها للانقراض، ولم لا أكن من بين من ساهموا في إحياء الأغاني الخالدة. نبراس الشباب مع الفنانة تاشتوكت و محمد الخطابي مجموعة إمغران معروفة بسلسلة الأغاني الخالدة، وأول ألبومك من إنتاج شركة إمغران، أليس إمغران من أقترحوا عليك ذلك؟ ليست مجموعة إمغران هي الأولى وليست هي الأخيرة في إعادة الأغاني الخالدة،هناك مجموعات أخرى وفنانين آخرين، كعموري مبارك و حسن إدباسعيد وأمارك فيزيون وخالد أيور، وفنانين كبار كبوبكر أنشاد، إلا أن مجموعة إمغران، فعلا أشتهرت بهذه السلسة بحكم أنها تثقن أداء الأغاني بطريقتها الخاصة، وليست هي من اقترحت علي ذلك، فالإعادة من قناعتي الشخصية وحبي للأغنية المغربية الأمازيغية القديمة. بالنسبة للإعادة هل تم بطريقة قانونية؟ جميع الأغاني وجميع من ثم إعادة أغانيهن من الفنانات، فقد كان بطريقة قانونية، حتى الفنانة التي في الميدان “تحيحيت مقورن” وافقت على إعادة 12 أغنية، وأنا قمت فقط بإعادة 3 أغاني، ما يعني أن لدي الحق في إعادة 9 اغاني أخرى وقتما شئت، وما يسرني كثيرا ، أن “تحيحيت مقورن” وافقت لي بهذا ورفضت أي مقابل مادي، بل اشترطت علي أداء تلك الأغاني بطريقة أصيلة، فيما “الصفية أولت تلوات”، فلدينا عقد موافقة بمقابل مادي. الخطابي محمد مدير أعمالي وماذا عن الفنانات اللواتي غادرن دار الحياة؟ الأمر تكلف به الأستاذ محمد الخطابي بصفته مدير الأعمال الفنية، وهو الذي يفهم في الأمر أكثر مني، ولم نحصل بأي موافقة بحكم أن تلك الأغاني حسب ما قاله الخطابي فهي أغاني تعتبر إرثا وطنيا من حق أي فنان أن يقوم بإعادتها، شريطة احترام شكلها ومضمونها. إلى جانب الأغاني الخالدة لديك أغاني عن الحب والرومانسية، وناذرا عن الأمازيغية، أي من الأغاني تعشقين أدائها؟ الأغاني الأمازيغية كلها أعشقها ورغم أن أغاني تقول أنت حسب ما جاء في سؤالك، “عن الحب والرومانسية”، فلدي أغاني اجتماعية هامة، مثلا عن “الام”، فليس كل أغاني عن الحب هي بالضبط أغاني عاطفية، فهناك حب الأم حب البلد، وغيرها. الجمهور المغربي، عشاق و دواق لكنك كفنانة فإنك مطالبة بالتجديد والإضافة النوعية في الأغنية المغربية الناطقة بالأمازيغية. الجمهور دائما ينتظر الجديد والجيد و الاجمل من الفنان بصفة عامة، و الجمهور المغربي عموما والأمازيغي بالخصوص، جمهور “عشاق وذواق”، لا يمكنك إرضائه إلا بالجديد والإضافة الجيدة، وإلى جانب الإضافة فإني أعرف بأني مطالب بإرضاء جمهوره. بعض المتتبعين والمهتمين بالميدان، يقولون بأنك مقيدة بالخطابي وهو أولى للإجابة على السؤال، ما رأيك؟ (ضحكت)، “إلى بغا ايجاوب إيجاوب” لكن أنا بعلم ما سيقوله الخطابي في الأمر، فألبومي الأول كما إشرت سابقا عبارة عن أغاني خالدة، فيما الألبوم الثاني حمل نوعية جديدة وإيجابية بالنسبة لي، كأغنية “الام” مثلا، الفنان الأمازيغي خاصة فن الروايس ينسى هذا الجانب كثيرا، باستثناء مجموعة إزنزارن”، التي أثارت أغنيتها ضجة كبيرة في مختلف جهات المملكة وخارج المملكة، وضلت أغنية المجموعة خالدة “أمي حنا كفربيغ تسا ولا وول”، هناك بعض الفنانين لديهم أغاني عن الأم، إلا أنها لم تثير تلك الضجة التي أثارتها مجموعة إزنزارن، وهنا أريد أن أشير أن الأغنية “الام” قبل خروجها للأسواق أبكت العديد من النساء من أفراد عائلتي بما فيهن أمي، إبان أول استماع لها رفقة الخطابي في بيتي بحضور عدد من نساء العائلة للتأكد من جودة الألبوم، وأصبحت تلك الأغنية لدى الأمهات نوعية إيجابية وحتى لدى الفتيات، إلى جانب الأغنية الثانية “تمازيغت”، فهي عن موضوع الأمازيغ والأمازيغية وما نعيشه عليه الآن كأمازيغ، من تعليم ودراسة اللغة الأمازيغية، فهي كالتالي: نوزن أفرخان مزين ولا تفرخين — قد بعثنا بصغارنا فتيان وفتيات هان إلكم أوزمز اتغرم أوال نون — قد حان زمان لتعليم لغاتكم ايوز نم اتمازيغت ايور تلكمت — شكرا لك ايتها الأمازيغية فقد وصلت القمر هان أتمغارت رادام إينغ — أنصحك ايتها المرأة أراو إغد إلول ملاس أوال — الإبن عندما يولد علميه الكلام إيكان أمازيغ باش اتن إيسان — كلام أمازيغي كي يتعلمه ولا تميورين اكيسنت أوريفل يات — وحتى التقاليد كي لا تضيع له أي منهما الاسماء الأمازيغية…. ويستمر منع التسجيل وهذه الأغنية بعثت عبرها رسالة للمعنينن بالتعليم وللأسرة أيضا، لتعليم الأمازيغية لأبنائها التي لحد الآن لا ترى طريقها الصحيح في المدارس التعليمية، وأيضا بخصوص الأسماء الامازيغية التي لا زالت تمنع في مكاتب التسجيل الحالة المدنية بعدد من مدن المملكة، وهناك أيضا أغنية عن مدينة أكادير. أداك نسمح أوكادير ولي ريغ أور كيس ايلا — سأغادر أكادير الذي أحبه لا يوجد فيه تسا أو راكيس تميار ولا ريغ أور كيس لان — الكبدة غير مرتاحة الذي أحبه لا يوجد فيه وإذا قمتم كإعلاميين بقراءة هذه الأغاني ستجدون أنها فعلا رومانسية لديها ارتباط بالجانب الاجتماعي. موحال واش سمعتيني؟ تاشتوكت من مواهب راديوا بلوس، بمساعدة محمد الخطابي رئيس النقابة المغربية للمهن الموسيقية، أنتج كل أغانيها‘‘ إمغران للأنتاج ''، امغران أنفسهم عضو بالمكتب النقابي، ألا يمكن نقول أن النفوذ لعب دور كبير في مسيرتك الفنية؟ صحيح هناك مساعدة التي سميتها أنت بالنفوذ، لكن أريد أن أوضح لك أن محمد الخطابي بالصدفة سمع صوتي وأعجب بها أثناء التباري في الإذاعة قبل أن أتعرف عليه، هذا ما جعله يقدم لي يد المساعدة، ولم يساعدني عن فراغ، النفوذ قد يكون عندما نرى شخصا وصل دون أن تكون لديه الكفاءة التي تؤهله لذلك الميدان واستغل النفوذ للوصول، أما أنا مادمت أثق في نفسي وصوتي الذي أعجب الكثيرين، فهذا لا اعتبره نفوذا، فأكيد لو أنك تابعتني في مرحلة المسابقة عبر أثير الإذاعة آنذاك، أنت ستتمنى لو تساعدني لكن…. (ضحكت) “موحال واش سمعتيني”، و ليس من الصعب أن تساعد الإنسان ليصعد للقمة، لكن حينما يصل إلى القمة قد يسقط إلى الأسفل وقد لا تستطيع الصعود مجددا، عدد من الفنانين ساعدهم الخطابي، لكنهم لم يستطيعوا فرض ذاتهم في الساحة، لأنهم غير مؤهلين أصلا لذلك، بالعكس، فحينما اختاروني في إذاعة راديو بلوس آنذاك كان الخطابي ضمن لجنة التحكيم وأنا لا أعرف أحد، ولم أكن أتوقع أني سأعمل معه، بل عندما فزت في إذاعة راديو بلوس، مر وقت طويل، وجاءت حفل ذكرى الحاج محمد ألبنسير الذي تنظمه النقابة المغربية للمهن الموسيقية بتعاون مع جمعية “أبارز” ببلدية اكادير، طلب ولكاش محمد الإذاعي بإذاعة راديوا بلوس الخطابي أن يشاركني في الحفل، وعندما وافق هذا الأخير تقدمت إليه قلت له بأني لا أعرف أين سأبدأ وأين سأنتهي، وطالبته بأن يتكلف بإعداد فرقة موسيقية لي، وهنا انطلقت بداية عملي مع الخطابي. في الجزء الثاني والأخير، تتابعون: الفنانة “فاطمة تاشتوكت” : لم أتزوج بعد، و لكن ” يالله كنستاهل ندخل القفص الذهبي”