أجرى الحوار من مدينة أكادير: سعيد الكرتاح تصوير: محمد بحراني بمنطقة تادارت القروية التابعة إداريا لجماعة قروية لأيت عميرة عمالة شتوكة أيت بها ضواحي مدينة أكادير، إستطاعت " فاطمة تاشتوكت " فنانة شابة في السنوات الأخيرة، و في فترة قصيرة من العمل فرض ذاتها وكسب ثقة الجمهور الفني المغربي عموما و الأمازيغي بالخصوص. وفي ظرف وجير لا يتعدى ثلاث سنوات، كان للفنانة حضور فعال في الساحة الفنية المغربية الأمازيغية من خلال إبداعات غنائية متميزة، حيث شاركت في عدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وفي العديد من الملتقيات والمهرجانات الفنية خلال السنوات الأخيرة التي ظهرت فيها في الساحة الفنية الغنائية الأمازيغية، المسائية العربية استضافت الفنانة في أول حوار مطول لها، تحكي من خلاله عن تجربتها الفنية وعن طموحاتها المستقبلية، وإليكم نص الحوار الجزء الثاني. تاشتوكت من مواهب راديوا بلوس، بمساعدة محمد الخطابي رئيس النقابة المغربية للمهن الموسيقية، ومن إنتاج كل أغانيها إمغران للأنتاج، امغران أنفسهم عضو بالمكتب النقابي، ألا نقول أن النفوذ لعب دور كبير في مسيرتك الفنية؟ صحيح هناك مساعدة التي سميتها أنت بالنفوذ، لكن أريد أن أوضح لك أن محمد الخطابي بالصدفة سمع صوتي وأعجب بها أثناء التباري في الإذاعة قبل أن أتعرف عليه، هذا ما جعله يقدم لي يد المساعدة، ولم يساعدني عن فراغ، النفوذ قد نسميها عندما نرى شخص وصل دون أن تكون لديه الكفاءة التي تؤهله لذلك الميدان واستغل النفوذ للوصول، أما مادمت أثق في نفسي وصوتي أعجب الكثيرين، فهذا لا اعتبروه نفوذا، فأكيد لو أنك تابعتني في مرحلة المسابقة عبر أثير الإذاعة آنذاك، أنت ستتمنى لو ساعدتني لكن (تضحك) "موحال واش سمعتيني"، و ليس من الصعب أن تساعد الإنسان ليصعد للقمة، لكن حينما يصل إلى القمة قد يسقط إلى الأسفل وقد لا تستطيع الصعود مجددا، عدد من الفنانين ساعدهم الخطابي، لكنهم لم يستطيعوا فرض ذاتهم في الساحة، لأنهم غير مؤهلين أصلا لذلك، بالعكس، فحينما اختاروني في إذاعة راديو بلوس آنذاك كان الخطابي ضمن لجنة التحكيم وأنا لا أعرف أحد، ولم أكن أتوقع أني سأعمل معه، بل عندما فزت في إذاعة راديو بلوس، مر وقت طويل، وجاءت حفل ذكرى الفنان الكبير الحاج "محمد ألبنسير" الذي تنظمه النقابة المغربية للمهن الموسيقية بتعاون مع جمعية "أبارز" ببلدية اكادير، طلب ولكاش محمد الإذاعي بإذاعة راديوا بلوس الخطابي أن يشاركني في الحفل، وعندما وافق هذا الأخير تقدمت إليه قلت له بأني لا أعرف أين سأبدأ وأين سأنتهي، وطالبته بأن يتكلف بإعداد فرقة موسيقية لي، وهنا انطلقت بداية عملي مع الخطابي. نحن نعلم أن محمد الخطابي هو الذي يكتب لك الكلمات، لكن نود أن نعرف من يلحن لك أيضا؟ السؤال كان عليك طرحه أيضا على الخطابي ، لأنني صراحة أتوصل فقط بالأغاني من الأستاذ محمد الخطابي من كلمات وألحان، في حالة أرى الأغنية جيدة وفي المستوى أغنيها، في حالة أراها عكس ذلك أرفض، فقط للإشارة أن كل الإغاني في المستوى، لكن هذا لا يمنعني من الإجابة على سؤالك، أنا أود أن أوضح دائما أن مسؤولية فرقتي التي أتعامل معها كانت على عاتق الخطابي كمدير أعمالي الفنية، والخطابي يتعامل معي ليس كرئيس النقابة، بل يتعامل معي كفنان، فقبل أن يكون رئيسا للنقابة كان فنانا وشاعرا، وأنتم على علم بذلك، يعني لديه تجربة في الميدان الفني، وجميع الأنشطة التي شاركنا فيها كان بإسم فيها فرقة الفنانة فاطمة تاشتوكت، وليس باسم النقابة، وسأعود بك للألحان، فبالنسبة للألبوم الأول، عبارة عن إعادة للأغاني الخالدة، والألبوم الثاني شارك فيه عدد من الفنانين كلمات وتلحين، بما فيهم العربي إمغران، العربي أرسموك، أحمد أبعمران، الحسين فاطمي، وأيضا الخطابي، كلمهم اجتمعوا من أجل إنجاح وإخراج الألبوم الثاني، سواء الكلمات و الألحان، باستثناء أغنية بعنوان "تمازيغت"، فهي كانت لدى الخطابي سابقا، من بعد استعددت للألبوم الآخر، كتب كلماته محمد الخطابي و تكلف العربي أرسموك بتحينها، إلا أن هذا الألبوم لم يتم تسجيله بعدما وجدنا أن تلك المواضع الذي اعتمدنا عليها فوق طاقتي ومستواي، بعد أسبوع بدأ الخطابي ومن معه، من عمل آخر من أجل إنجاحه، غالب الألحان للفنان العربي إمغران، وهو العمل الذي رأى النور في مناسبة عيد الأضحى الماضي ، مع الإشارة أنني مستعدة للتعامل مع أي شاعر وأي ملحن، وليس بالضرورة الخطابي، فقط الشرط الأساسي بالنسبة لي، أن الأغاني والكلمات تكون في المستوى الجيد، وأي لحن أو كلمات لم تكن في المستوى لا يمكن أن أقبل بها. من خلال ما اكتشفناه من جوابك، يعني الخطابي هو كاتب الكلمات وملحن أيضا، لكن إذا انقلب السحر على الساحر وانقلب عليك الخطابي، هل نعتبرها نهاية مسيرتك الفنية؟ أولا أنا مؤمن بأن الله سبحانه وتعالى دائما في جانب الخلائق، إذا لم أجد الخطابي يوما كما أعتدت عليه، أكيد أن الله سبحانه وتعالى بجانبي. (مقاطعا)، توقعتك يعني؟ لا يمكن الإجابة على هذا، لآن الله تعالى وحده أعلم. متى يرى الجمهور الفني تاشتوكت اعتمدت على نفسها بلا حاجة للأخرين؟ أستطيع أن أقول لك بأن هناك اليوم فنانات في الحجم الكبير، وصلن للقمة الكبرى في الفن الغنائي المغربي الأمازيغي، ولم يسبق لهن كتابة ولو كلمة واحدة، لأن المرأة صراحة يصعب عليها كتابة الكلمات وتلحينها في مجال الروايس، واغلب الفنانات اللاتي أعرفهن هناك شاعر أو شعراء يتعاملون معهن. ما نوع العقد الذي يربطك بشركة إمغران للأنتاج؟ لا يوجد هناك عقد يربطني بشركة إمغران للإنتاج، وإنما شركة إمغران اختارت التعامل معي، لأن لديها نظرة مستقبلية تعلم الشركة من خلالها أنها ستحقق أرباحا من خلال جميع الأغاني للفنانة تاشتوكت، ومجموعة إمغران نفسها معجبة بأداء وصوتي، وكل ما في الأمر أن هناك عقد يربط بين العمل والشركة، يعني يربطني عقد من أجل عمل واحد فقط، بالنسبة للعقد الأخير مثلا للألبوم الذي رأى النور أخيرا، هو عقد يسمح للشركة استغلال العمل فقط لمدة خمس سنوات، بعد هذه المدة بإمكاني استغلاله، ولم يعد بذلك الإنتاج يخص الشركة. هل ينتظر منك الجمهور أداء الأغاني باللغة العربية؟ صراحة أنا أغني باللغة العربية أحيانا عندما أكون لوحدي ، و لكن لا أثق في نفسي لأداء الأغاني العربية أما الجمهور، كما لم تكن لدي هذه الطموحات، فكل ما أريده، هو البقاء في فن "الروايس" باللغة الأمازيغية، فأريد أن أشير أن حبي لفن الروايس يجعلني لا اطمح حتى في تأسيس مجموعة غنائية على شكل "المجموعة". هل تفكرين في ولوج الميدان السينمائي؟ "ممكن"، لدي فكرة الآن عن دخول هذا الميدان، لكننا لم نتمكن إلى حد الآن من إخراج الفكرة إلى حيز الوجود في الوقت الراهن؟ (مقاطعا)، من أنتم الذين لا تستطيعون إخراج الفكرة إلى حيز الوجود؟ (تضحك) "شحال فيك ديال الملاحظات"، الفكرة للأستاذ محمد الخطابي، فقط أن الخطابي ناقشني الفكرة و وافقت، إلا أنه غير مقتنع بفيلم أن يكون مجرد فيلم "فيديو"، بل يرغب أن يكون فيلم تلفزيوني أو سينمائي، ناقش أيضا زميله محمد بلوش الناقد السينمائي والإعلامي في الموضوع، ونحن لازلنا في اقتراحات و تشاورات يتكلف الخطابي بها مع المختصين في الميدان، كما أنه يفكر في مشروع سينمائي أمازيغي مغربي ناجح في مستوى تاشتوكت، لأن الخطابي كما تعلمون فنان موسيقي وشاعر ولا علاقة له بالميدان السينمائي. ****************************** في الجزء الثالث والأخير تتابعون: تاشتوكت لن أتزوج بعد، و لكن "يالله تستاهل دخل القفص الذهبي" والعنوسة عدو كل فتاة. للأطلاع على الجزء الأول: إليك الرابط : http://www.almassaia.com/ar/news_view_3798.html للتواصل مع المحاور: lgartah_(at)_hotmail.fr