أشهر قليلة صدر مقال للزميل سعيد الكرتاح على موقع “نبراس الشباب” تحت عنوان “فنانة أمازيغية” تتهرب من أسئلة نبراس الشباب الفضولية”. ويقصد الفنانة “الزاهية الزاهيري”، هذا المقال لم يمر مرور الكرام، بل تلته زوبعة من الردود الشاجبة والمؤيدة في آن واحد، بلغ بعضها حد تهديد الزميل سعيد الكرتاح ونعته بأقبح النعوت، بعد ذلك بأسابيع قليلة، نفس الكاتب سينشر مقالا آخر، لكن هذه المرة تحت عنوان “فنان أمازيغي يعتذر عن الإجابة عن أسئلة نبراس الشباب تضامنا مع الزاهية الزاهيري”، هذا المقال أيضا خلق جدلا واسعا في صفوف القراء، وزاد الأول انفعالا. بعد كل ما وقع من حروب كلامية وشد وجذب بين الطرفين، “نبراس الشباب” تلتقي مرة أخرى الفنان الأمازيغي “الحسين الطاهري” على مرحلتين، الأولى بمدينة “تيزنيت” حيث يقطن، والثانية عبر الانترنيت من فرنسا. فهلموا معنا لنعرف جميعا حقيقة ما وقع بين الكرتاح والطاهري، وسبب رفض الأخير الإجابة على أسئلة الأول، وكذا علاقة الطاهري بالفنانة الزاهية الزاهيري، وأشياء أخرى تجدونها في هذا الحوار.
أهلا وسهلا بك على صفحات “نبراس الشباب”. أهلا وسهلا ومرحبا. في البداية، من هو الحسين الطاهري؟ الحسين الطاهري من مواليد سنة 1976 بمنطقة “أيت ابراييم” ضواحي مدينة تيزنيت، اشتغلت في المسرح والسينما والفكاهة إلى جانب ميادين أخرى، شاركت في عدة أعمال فنية كثيرة، كفيلم “إسكراف” “لحوكم ن ربي” “ليتيهال ن لغرض” “كار أسمون” “إد بلعضيم” “دادا الفاهيم” “تمازيرت لخير” “شطارت ن تمغارين”، “كار أمود” وفي أفلام أخرى لعبت فيها دور البطولة، كما شاركت كمنشط وفكاهي في عدة مهرجانات وطنية، إلى جانب مشاركة واحدة خارج أرض الوطن، وطيلة مسيرتي الفنية حصلت على جوائز وشواهد تقديرية عديدة. القراء يودون معرفة، بل حقيقة ما وقع بينك وبين الزميل سعيد الكرتاح؟ لم يقع أي خلاف بيني وبين الكرتاح، كل ما وقع هو سوء فهم فقط. ومن هو المخطئ حسب وجهة نظرك في سوء الفهم هذا؟ أنا أحمل المسؤولية لسعيد الكرتاح، لأنه تسرع نوعا ما ونشر مقالا لا يستحق أن ينشر. لماذا لا يستحق أن ينشر؟ لأنه يحمل بين طياته أشياء غير منطقية وأخرى لا تمت للواقع بصلة وأخرى مستفزة وعبارات يمكنها أن تجرح من يسمعها خاصة المعني بها. يقول سعيد بأنك رفضت التحاور معه والإجابة عن أسئلته، واعتذرت بداعي تضامنك مع الفنانة الزاهية الزاهيري، ما مدى صحة هذا الكلام؟ ليس صحيحا، أنا فعلا اعتذرت وهذا لا يمكنني أن أنكره، لكنني لم أقل بأنني أعتذر تضامنا مع الفنانة الزاهية الزاهيري، هنا مكمن الخطأ الذي وقع فيه الكرتاح، كل ما قلت هو أنني اعتذر عن الإجابة، أما التضامن فهو تضامن مع الفنان الأمازيغي بصفة عامة، وليس مع هذه الشخصية وتلك، وقد جاء في المقال أيضا أنني لست شجاعا، وأخاف من الأسئلة، وهذا أيضا غير صحيح. هل لك أن تشرح لنا أكثر؟ نعم، الكرتاح اتصل بي شخصيا من قبل قصد إجراء حوار، فاستجبت بدون تردد، حينها كنت قد قرأت ما كتب على الزاهية الزاهيري، وكنت أيضا قد علقت على ذات المقال بتعليق لمت فيه كاتبه ( الكرتاح ) وقلت بأنه شخص كذا وكذا وأنه لا يستحق أن يكون صحافيا، وسرت في نفس المنحى الذي سارت فيه كل التعليقات، بعدها تأملت حقيقة ما وقع، فأن تخالف شخصا وتشجبه وتلومه على ما كتب، وتقول بأنه لا يستحق أن يكون كاتبا وصحافيا ثم تقبل إجراء حوار معه، فذلك غير منطقي، ويعبر عن ضعف الشخصية، لذلك اعتذرت. هل لديك رسالة تريد توجيهها إلى الزميل سعيد الكرتاح؟ أتمنى أن لا يسقط قي مثل هذا الخطأ الذي سقط فيه مع الممثلة الزاهية، أما بالنسبة إلي فالأمر عادي جدا، لان التضامن مع الفنان الأمازيغي واجب ومفروض، كما أنني لا ألوم سعيد الكرتاح وحده بل جميع الصحفيين الذين يعملون قصد تشويه سمعة الفنان الأمازيغي. وهل يمكن أن نقول بأن لديك نظرة سيئة حول “نبراس الشباب”؟ لا، أبدا، أنا أحترم موقعكم، ومثل هذا يقع دائما، وسبق لمجموعة من المنابر الإعلامية أن تحاورت معي بكل جدية وأمانة، وعليكم أن تكونوا على علم بأنني لم أرفض الإجابة عن أسئلتكم، بل رفضت فقط أسئلة سعيد الكرتاح، لأنه لم يحسن التصرف مع فنانة أمازيغية كبيرة، وإن كنت أكن لكم حقدا فلماذا أنجز معكم هذا الحوار؟ ولماذا تدخلت أنت؟ تدخلت غيرة الفنانة الزاهية الزاهيري بصفة خاصة، وعلى الفنان الأمازيغي على وجه العموم، وأرفض رفضا قاطعا أية إساءة يمكنها أن تطال قبيلة الفنانين الأمازيغيين، لأنها القبيلة التي تجمعنا. على ذكر الفنانة الزاهية الزاهيري، نريد أن نعرف طبيعة العلاقة التي تجمعك بها؟ هذا السؤال طرح لي في مناسبات عديدة ولا أدري لماذا يرغب الكل في معرفة علاقتي بالزاهية الزاهيري، لكن لا بأس أن أجيب لكم رغم أنه سؤال محرج، فالذي يجمعني بالزاهية مجرد علاقة أخوة وصدق وإخلاص لا أكثر، تعرفت عليها مند زمان واشتغلت معها في كل أعمالي الفنية تقريبا، وهي ممثلة مقتدرة، محنكة، وذو تجربة عالية، تجيد أداء الأدوار وإن كانت صعبة. وشخصيا فأنا أرتاح لها كثيرا. ما سبب تواجدك في الديار الفرنسية؟ جئت إلى فرنسا بعدما تلقيت دعوة من جمعيات تنشط هنا، وأهمها جمعية “إسبوار دو فرونس”، الموجودة بضواحي باريس، قصد المشاركة معها في أعمال فنية، وكدا تحقيق أمنية كانت ترافقني دوما طيلة حياتي المهنية، ألا وهي تصوير فيلم أمازيغي يكون نصفه بفرنسا والنصف الآخر بالمغرب، بتنسيق مع جمعيات بفرنسا إن شاء الله. ولكن ألا يبدو الأمر صعبا؟ يبدو صعبا في الأول، لكنه في واقع الأمر شيء سهل. كيف ذلك؟ سأشرح لك، أنا اتصلت بعدة جمعيات تنشط هنا بفرنسا، وذلك قصد التنسيق معها في هذا العمل الفني الذي اطمح إلى ترجمته إلى ارض الواقع عما قريب إن شاء الله، لكننا لم نضع بعد النقط على الحروف لكني سأبدل كل ما في وسعي كي أصل إلى اتفاق مع هذه الجمعيات. وفكرة الفيلم هي الأخرى ستقلص بشكل كبير من صعوبة الأمر، كونها تعالج موضوع الهجرة السرية. فالمشاهد الأولى للفيلم ستكون في المغرب إن شاء الله، ضواحي تيزنيت تماما، مع الممثلين المعهودين هناك، بعدها سألعب دور المهاجر السري، لأن الأمر بالنسبة إلي سيكون سهلا مادمت أتوفر على الوثائق القانونية للدخول إلى فرنسا، هناك سأصور المشاهد الأخرى من الفيلم. لكن في فرنسا لا وجود لممثلين أمازيغيين؟ بالعكس، فأنا اعرف هنا مجموعة من الشباب الممثلين، وآخرين يعملون في مجال المسرح الأمازيغي والفن عموما، وحتى التصوير هنا في فرنسا سيكون جيدا وأحسن بكثير من المغرب، نظرا لوجود آليات حديثة، حتى الناس هنا في الشارع لا يهتمون بك، وبذلك يساهمون بشكل أو بآخر في جمالية الصورة في الفيلم، عكس المغرب، عندما تكون بصدد التصوير تجتمع حولك أفواج من البشر. هل أنت مرتاح في الديار الأوربية؟ أنا مرتاح بطبيعة الحال، لان فرنسا اليوم تعج بالمغاربة، وتعج بالأمازيغيين، والناس هنا يكنون لي كل الاحترام والتقدير، صراحة وجدت هنا أشياء لم أكن أتوقعها، ولكن هذا لا يعني أنني نسيت بلدي، فالمغرب يرافقني دوما وأتذكره في كل ساعة إن لم أقل في كل دقيقة. بعيدا عن فرنسا، الطاهري يمارس هوايات أخرى أليس كذلك؟ أنا اعتبر الفن هو الهواية وليس المهنة، فمهنتي هي التصوير، كما أتوفر على محل تجاري، وصالون للحلاقة بمدينتي تيزنيت، وأمارس التمثيل في الأفلام الامازيغية فقط للترويح عن النفس وكذلك استجابة لرغبة الأصدقاء الملحة، إنها الهواية التي أحببتها منذ الصغر. الكثير من الناس خاصة بمدينة تيزنيت يعرفونك منشطا لحفلاتهم، أليس كذلك؟ صحيح، فمنذ بداية التسعينيات وأنا أشرف على تنشيط الحفلات المحلية، كحفلات أعياد العرش، والحفلات الصيفية التي تنظم بساحة المشور، وكذا الأنشطة التي تنظمها الجمعيات، وأنشطة أخرى تسند لي مهمة الإشراف على تنشيطها، رغم أنني حينها كنت صغيرا، إلا أنني كنت اعشق المنصة والميكروفون. يقول البعض بأن الطاهري يبقى حبيس شركات الإنتاج المتواجدة بتيزنيت فقط، ولم يشارك قط مع شركات الإنتاج الأخرى، كيف ترد؟ ليكن في علم هؤلاء أنني شاركت مع شركات إنتاج عديدة وليس فقط مع “تيزنيت فيزيون” و “أزغار فيزيون” فعلى سبيل المثال، اشتغلت مع شركة “أيوز فيزيون” في عمل تنائي مع الكوميدي محمد بودرق، كما اشتغلت مع شركة “بوشتى فيزيون” وأيضا مع “فيديو ماسة” واشتغلت أيضا مع “عليان للإنتاج”، وما جعلني مؤخرا أكتفي بالاشتغال مع شركتي الإنتاج بمدينة تيزنيت هو أن جل شركات الإنتاج الامازيغية مستواها واحد، ولا فرق بين هذه وتلك من حيث طريقة الاشتغال، وما ستستفيد من هذه هو نفسه الذي ستستفيد من تلك، وأمام هذا الوضع ارتأيت أن أعطي الأولوية لمنطقتي، منطقة تيزنيت طبعا، حتى تكتسب هي الأخرى شهرة في هذا الميدان، وتصنع لنفسها مكانة مشرفة. أعطيت الكثير لمدينة تيزنيت، وماذا اعطتك هذه المدينة؟ أعطتني شيئا غاليا إسمه التجربة، فلولاها لما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، ولما حققت شيئا، فشكرا لهذه المدينة الجميلة، وشكرا لكل أبنائها. ما هي المهرجانات التي شاركت فيها؟ مهرجانات كثيرة صراحة. هل لك أن تقول لنا بعضها؟ نعم، شاركت في مهرجان “سيدي إفني” كفكاهي، مهرجان “تافراوت أيت داود” كمنشط وفكاهي، “مهرجان الفروسية” بتيزنيت كمنشط، مهرجان اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج كمنشط، مهرجان “طاطا” كفكاهي، مهرجان “ورزازات” من الخصوصيات إلى الامتداد للفيلم الأمازيغي كمنشط وفكاهي، مهرجان “ليكسبوار” بفرنسا، كما شاركت في حفلات وفي أنشطة أخرى، محلية كانت أو جهوية أو وطنية كمنشط وكفكاهي أيضا. باختصار، ماذا تعني لك الكلمات التالية؟ القناة الثانية( دوزيم ): قناة المظاهر الرديئة. مبارك العطاش: ممثل دو تجربة عالية، ومن أعز الأصدقاء أيضا. كلمة أخيرة ل “نبراس الشباب”. أشكركم جزيل الشكر، وأتمنى لكم التوفيق إن شاء الله. [email protected]