في ندوة حول موضوع “آليات تفعيل ميكانيزمات العمل الجمعوي في ظل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” طالب كمال الشمسي رئيس فدرالية الجمعيات بإقليم ابنسليمان، بإشراك جميع فئات المجتمع المدني لأجل إنجاح المبادرة الوطنية للتنمية بشرية، مؤكدا على “أن الحديث عن المبادرة بعني أننا بصدد الحديث عن مبادرة ديمقراطية حية شاملة، و أيضا فهي رسالة واضحة للسلطات لأجل العمل الجاد إلى جانب الجمعيات، و الابتعاد عن الأسلوب الحالي في التعامل”. و أشار الشمسي في خضم حديثه عن آليات تفعيل ميكانيزمات العمل الجمعوي، في ظل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال ندوة فكرية حول ذات الموضوع انعقدت مساء الجمعة الماضية ببنسليمان، إلى عدد من المشاكل التي يتخبط فيها المغرب من بطالة، ضعف مناهج التعليم، فقر، و أمية، و التي حسب الشمسي، كانت سببا مباشرا في ميلاد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. فيما أكد على أن الصبغة التي أعلن عنها الملك محمد السادس، في خطاب 18 ماي 2005 حول المبادرة، عرفت عدة اهتزازات و لم تكن الصورة كاملة مائة بالمائة، و حسب الشمسي، فخمس سنوات “كافية لنُقوِم اعوجاجات المبادرة، بهدف إكمال المشوار في الطريق الصحيح”. و في السياق ذاته، تساءل جان حجار، رئيس الشبكة العربية للجمعيات، عن ماهية الجمعيات، و هل يعي الجمعويون هذه الماهية؟، كما أشار في بداية حديثه علي أن الكارثة في عمل الجمعيات و التنمية، أننا نعتمد على الخبراء، و هؤلاء لا يعون مشاكل الجمعيات التي تتخبط فيها”. و أقر في خضم مداخلته علي فشل المبادرة مستشهدا “بمبادرة الإتحاد الأوروبي و تخصيصه لميزانية مهمة لأجل تصحيح مسارها، “كما أنه في المقابل، يقول حجار، لا يمكننا تقييم المبادرة بشكل كامل في زرف خمس سنوات”. و في صورة مزاجية حصر جان حجار فوائد المبادرة الكبرى في أنها فتحت شهية الجمعويين في إنشاء جمعيات تنموية، و الهدف من وراء ذلك حسبا جان، هو الاغتناء من وراء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و أن هاته الجمعيات تحولت دكاكين مفتوحة لأصحابها لأجل ضخ الأموال في أرصدتهم البنكية، مع استثناءه لعدد من الجمعيات التي وصفها بالجادة و المناضلة. و في إجابته عن سؤال “نبراس الشباب” حول ما هي سبل تصحيح علاقة الجمعيات بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و عدم جعل هذه الأخيرة صندوق مفتوح لأجل الاستغناء من وراءه قال رئيس الشبكة العربية للجمعيات، “أنه و حتى إذ أرادت المبادرة أن تمول مشاريع الجمعيات عليها أن تضع شروطا أمامها، لأجل نجاح المشروع، كما أنه على لجان المبادرة أن تكتف مراقبة المشاريع، و عمل الجمعيات عليه أن يكون مبنيا على الحوار وهذا لن يتحقق إلا إذ كان مبنيا هو الآخر على الاختلاف البناء”، يضيف حجار. جدير بالذكر أنه لم تتجاوز نسبة تقدم إنجاز مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم ابنسليمان خلال سنة 2007 70 في المائة، فيما لا زالت المشاريع المصادق عليها خلال سنة 2008 على الأوراق و لم يتم الانطلاق في أشغال إنجازها بعد. و أرجحت مصادرنا السبب في تواضع نسبة تقدم إنجاز المشاريع بالإقليم إلى ضعف وتيرة الإنجاز و انعدام الإستراتيجية في التخطيط، فيما أفاد تقرير لحصيلة مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية بشرية بإقليم ابنسليمان مند سنة 2005 إلى سنة 2008، بأن أغلب مشاريع المبادرة تم توجيهها للعالم القروي بالإقليم، و كذلك الحال بالنسبة لمشاريع 2009، خصوصا و أن أكثر ما أثر على ذلك هي المشاكل التي يتخبط فيها قسم العمل الاجتماعي بعمالة ابنسليمان مند 2009. و حسب التقرير نفسه، توصلت “نبراس الشباب” بنسخة منه، فقد ارتفع عدد مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم ابنسليمان خلال سنة 2008، إلى ضعف المشاريع المنجزة أو المصادق عليها من طرف اللجنة الإقليمية للتنمية بشرية خلال الفترة الممتدة من بين سنة 2005 و 2007. و قد وصل عدد المشاريع خلال سنة 2008، حسب نسخة التقرير الصادر عن قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم ابنسليمان، واحد و ثلاثين مشروعا تنمويا و ذلك من خلال التوقيع على 25 اتفاقية شراكة، وقعها محمد فطاح عامل إقليم ابنسليمان باعتباره رئيس اللجنة الإقليمية للتنمي البشرية ببنسليمان مع مختلف الفاعلين المحليين و الخارجيين، و همت مختلف القطاعات التنموية بالإقليم و ذلك بغلاف مالي ناهز 10.034.000،00 درهما، بينما وصل عدد المشاريع المصادق عليها في إطار الإلقائية مع البرامج القطاعية برسم ذات السنة، يضيف التقرير، 18 مشروعا تنمويا بالإقليم.