أعرب المتدخلون في ندوة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المنظمة أول أمس في إطار الأبواب المفتوحة لمقاطعة تابريكت والتي تتواصل إلى غاية 11 دجنبر2005 تحت شعار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعزيز للمواطنة المسؤولة على ضرورة تأطير الفاعلين المحليين في إطار شراكة استراتيجية، والعمل بمنطق القرب والتعبئة الاجتماعية. وأكد المتدخلون على أولوية التدخل من زوايا مختلفة، والعمل وفق التخطيط المنذمج وتجديد الفكر التعاوني بهدف تحريك كل القوى والرهان على مشاركة الجميع من أجل ان تأتي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ثمارها بشكل جيد. وفيما لوحظ حضور فعاليات المجتمع المدني بقوة في أشغال الندوة، سجل الجميع تغيب كل من ممثلي وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، وعمالة سلاالمدينة. وتأتي هذه الأيام التي افتتحت أشغالها الاثنين الماضي، حسب جامع المعتصم رئيس مقاطعة تابريكت بهدف إرساء علاقة تتسم بالوضوح والشفافية بين إدارة المقاطعة والمواطنين، ثم الإسهام الفعلي لمختلف فعاليات المجتمع المدني في بلورة البرنامج المحلي للتنمية البشرية، وتجديد التعاقد بشأن استكمال هيكلة الأحياء غير المنظمة للمقاطعة. من جهة أخرى أشار جامع المعتصم أن إعداد برنامج محلي للتنمية البشرية يتطلب الارتكاز على قاعدة إشراك الإنسان باعبار هذا الأخير المحرك الأساس لأية تنمية مجتمعية. من هنا اعتبر المعتصم أن الأولوية بالنسبة للعمل الجماعي تتمثل في الرهان على مشاركة كل فعاليات المجتمع المدني بغض النظر عن كل تمايزاتها كل ذلك بهدف التأسيس مجتمع التضامن والعدالة والشعور بالمسؤولية. أما محاور التدخل ذات الأولوية فلخصها المعتصم في معالجة النقص في المؤشرات الاجتماعية ، وتفعيل الأنشطة المذرة للدخل، ومحاربة جيوب الفقر والسكن غير اللائق بتراب المقاطعة، لكن الأمر يستدعي قبل ذلك، حسب المعتصم، تشخيص الواقع بمقاربة تشاركية، وتحديد أولويات التدخل ، لاسيما في ظل هشاشة البنية المؤسساتية والاجتماعية بعمالة سلا ككل. تدخلات جمعيات المجتمع المدني أكدت على ضرورة بلورة رؤية مشتركة في جميع مراحل تنزيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية محليا، مع إشراك الساكنة كفاعلين تنمويين. كما طالب المتدخلون بأولوية إشراك الجمعيات في تحمل المسؤولية، والانتقال من التوظيف إلى الشراكة الاستراتيجية، وتجنب استخدام المجتمع المدني كأداة للصراع السياسي. في هذا الإطار طالب أحمد أيت الفقير عن اللجنة التشاورية لتابريكت بدعم الفاعلين المحليين وتأطيرهم لكي يتحولو إلى مصادر للإقتراح والتقييم والمتابعة. وأكد الفقيرعلى ضرورة القطيعة مع التجارب السابقة في اتخاد القرار، وتشجيع مقاربة بلورة الاقتراحات بشكل جماعي متوافق عليه. من جهته أشار عبد الواحد غازي رئيس المنظمة الدولية للإعاقة على أولوية ملائمة خدمات الفاعلين السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين مع احتياجات الاشخاص المعاقين، هذا في الوقت الذي سجل فيه غازي نقص الدعم المقدم لذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف المجالات. أما رئيس الجمعية المغربية للتضامن فأكد على ضرورة ربط التسيير بالنتائج وليس بالأهداف مع تحديد المسؤوليات، ووضع آليات للتواصل مع المجتمع المدني في اختيار المشاريع والبرامج. يشار أن الأيام المفتوحة لمقاطعة تابريكت انطلقت الاثنين الماضي بتنظيم ندوة الإدارة والمواطن والتي أكد خلالها المتدخلون على السعي إلى تقوية وتعزيز عمل القرب من المواطن، وتأهيل الادارة لتكون فعلا في خدمة المواطن. وستتواصل الأيام بتنظيم ندوة خاصة بمشاريع إعادة هيكلة الأحياء غير المنظمة بتراب مقاطعة تابريكت، ثم ندوة الصحراء المغربية التطور التاريخي والوضعية الراهنة، إضافة إلى تنظيم ورشات تهم البرنامج المحلي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.