أكدت السيدة نديرة الكرماعي العامل منسقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أنه يتم حاليا إعداد استراتيجية خاصة بالمبادرة للفترة 2012-2015، وذلك بعد التراكم الذي حققته خلال أربع سنوات. وأوضحت السيدة الكرماعي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش أشغال الملتقى الإفريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية المنعقد حاليا بمراكش، أن لجنة مكونة من المنتخبين والبرلمانيين وعلماء وباحثين وجامعيين وجمعيات من المجتمع المدني وعدة مصالح، أوشكت على الإنتهاء من إعداد هذه الاستراتيجية، مشيرة إلى أن المبادرة ستعرف هيكلة جديدة.
+ المبادرة تواكب مشاريع القطاعات الحكومية ولا تحل محلها +
وأكدت في هذا السياق أن المبادرة جاءت من أجل مواكبة المشاريع والبرامج التي تشرف عليها القطاعات الحكومية ولا تحل محلها كما أنها لاتتجاوز اختصاصاتها ومجالات عملها، معتبرة أن استراتيجية المبادرة تتوخى العمل على إتقان المشاريع والبرامج المنجزة، في إطار من المصداقية والحكامة الترابية الجيدة.
وشددت السيدة الكرماعي على أهمية عملية الإفتحاص والمراقبة التي يتم القيام بها بشكل دائم ومستمر لأعمال المبادرة، مما يمكن من تكريس ثقافة المراقبة بإخضاع جميع المشاريع للافتحاص، موضحة أنه لا يمكن إنجاز أي مشروع دون معرفة طرق صرفه ومدى الوقع الذي يخلفه على الساكنة.
من جهة أخرى، أبرزت العامل منسقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن المغرب، من خلال هذه المبادرة، يمتلك رؤية ومرجعية واضحة حول التنمية البشرية قوامها التدبير الجديد والمقاربة التشاركية التي تأخذ بعين الاعتبار، عند وضع المشاريع والبرامج، رأي الساكنة واحتياجاتها وأولوياتها ومشاكلها مع حرصها على مراقبة مدى إنجاز هذه المشاريع.
وإنجاز المشاريع المقترحة من طرف الساكنة - تضيف السيدة الكرماعي - يأتي ضمن فلسفة توفير الكرامة للمستفيدين، من خلال منحهم مسؤولية التدبير وابتكار مشاريع تلبي احتياجاتهم، وتعزيز ثقافة الثقة لديهم، بالإضافة إلى تشجيع العديد من المشاريع المحلية التي تطورت ونمت بشكل ملحوظ بفضل الثقة بالنفس التي تعتبر حافزا مهما من أجل التقدم وتوسيع مجالات وآفاق العمل.
وأشادت في هذا السياق بالتنسيق والعمل الجماعي الذي يتم القيام به من قبل القطاعات المعنية والجماعات المحلية، باعتبار أن اللجان الإقليمية، التي تضم المنتخبين والنسيج الجمعوي وممثلي المصالح المركزية، تشرف على مشاريع للتنمية البشرية.
وذكرت العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن المنتخبين، ومكونات النسيج الجمعوي، والمصالح المركزية، يضطلعون بدور أساسي في إنجاز مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
واعتبرت أن الجماعات المحلية عبر المنتخبين الممثلين في اللجن الجهوية والاقليمية والمحلية للمبادرة الوطنية، يتواصلون بشكل جيد مع الساكنة ويتحدثون باسمهم، وبالتالي لا يمكن وضع برامج تهم الساكنة دون إشراكهم لأنهم يملكون رؤية واضحة عن احتياجات السكان، ولكون المشاريع المندمجة تتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين بما فيهم الجماعات المحلية والنسيج الجمعوي والقطاعات المعنية.
+ المبادرة تتفاعل مع محيطها الإفريقي +
وفي ما يتعلق برواق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي ينظم في إطار فعاليات هذا الملتقى الإفريقي، أكدت السيدة الكرماعي أنه تم توزيع أربعين ألف وثيقة تهم المبادرة خلال اليوم الأول من هذا الملتقى.
وأوضحت أن هذا الرواق يهدف إلى تحقيق تفاعل مع الدول الإفريقية والتعريف بالمبادرة باعتبارها مرجعا ونموذجا يحتدى به في القارة السمراء، مشيرة إلى أنه يشكل فرصة للعارضين لتقديم تجربتهم للزوار الأفارقة في مجال التعاونيات المهنية والمشاريع المدرة للربح بالإضافة إلى بيع منتوجاتهم المختلفة.
وأبرزت أن عددا من الفاعلين المحليين الأفارقة، الذين عبروا عن إعجابهم بالمبادرة، اقترحوا تنظيم ملتقى دولي لعرض التجارب المهمة في مجال التنمية البشرية ومناقشة مختلف الإشكالات المطروحة في هذا المجال والتفكير في سبل تعزيز التعاون جنوب-جنوب.