شكل رواق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أحد أهم الوجهات التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف المشاركين في فعاليات الدورة الخامسة للملتقى الإفريقي للجماعات والحكومات المحلية المنعقد حاليا بمراكش. ويثير هذا الرواق اهتمام الزوار الأفارقة بما يقدمه من تجربة وخبرة المغرب في مجال التنمية المحلية من خلال دعم المشاريع المدرة للدخل ومحاربة الفقر والإقصاء. وأكدت السيدة نديرة الكرماعي العامل منسقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية, أنه تم توزيع أربعين ألف وثيقة تهم المبادرة خلال اليوم الأول من هذا الملتقى. وأوضحت, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن الرواق يشكل فرصة للعارضين لتقديم تجربتهم للزوار الأفارقة وبيع منتوجاتهم المختلفة. وأشارت إلى أن عددا من الفاعلين المحليين الأفارقة, الذين عبروا عن إعجابهم بالمبادرة, اقترحوا تنظيم ملتقى دولي لعرض التجارب المهمة في مجال التنمية البشرية ومناقشة مختلف الإشكالات المطروحة في هذا المجال. وأكد عدد من الزوار أن هذه المبادرة تعتبر تجربة فريدة في القارة الإفريقية ويمكن لبلدان القارة السمراء استلهامها من أجل تحقيق التنمية المستدامة. وعبر هؤلاء الزوار عن إعجابهم بما تحقق منذ إطلاق هذه المبادرة الهامة, التي تم من خلالها تنفيذ مشاريع كبرى بمشاركة السكان والمنتخبين والسلطات العمومية. وفي هذا الصدد, قال السيد عصمان سي أحد المنتخبين بمدينة باماكو بمالي إن المبادرة تعد تجربة يمكن الاستفادة منها والإقتداء بها بالنسبة لعدد من المدن الإفريقية. وأبرز أن المغرب, من خلال مشاريع المبادرة, يعمل على مواجهة مشكلاته الأساسية بشكل مباشر, معبرا عن إعجابه بهذه التجربة الفريدة. من جانبه, أبرز السيد طوماس أهيبو كوفي مدير قطاع الاستغلال التجاري بالكوت ديفوار, أهمية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باعتبارها تجربة فريدة من نوعها في القارة السمراء, واصفا إياها بالوسيلة الفعالة لمرافقة الفئات الفقيرة خاصة في العالم القروي في أعمالها المرتبطة بالاقتصاد الاجتماعي , وكذا التعرف على كيفية تسويق منتوجاتها لتصبح بالتالي فاعلا في النسيج الاقتصادي. وأشار السيد كوفي إلى أن المغرب حقق في السنوات الأخيرة تنمية مهمة "وهو ما يتجسد في الإنجازات التي شملت سواء البنية التحتية أو تأهيل المدن". ويشارك في هذا الرواق على الخصوص صندوق الإيداع والتدبير والوكالة المغربية للتعاون الدولي ووكالات إنعاش أقاليم الشمال والجنوب والشرق, ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للكهرباء, وبعض التعاونيات المحلية. وفي هذا السياق, أبرزت عارضات يقدمن منتوجات في إطار هذا الرواق, أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكنتهن من تحقيق استقلالهن المالي وإبراز المهارات والطاقات التي يمتلكنها. وأوضحن أن الدعم الذي قدم لهن عبر هذه المبادرة شجعهن على تأسيس تعاونيات مهنية والانفتاح على أنشطة متنوعة مدرة للدخل, إضافة إلى توفير إمكانيات لتسويق المنتوجات على أوسع نطاق. وفي هذا الصدد, قالت عارضة من أكادير إن المساعدات التي قدمت للتعاونية التي تنتمي إليها مكنت من تطوير صناعة المنتوجات المستخلصة من شجرة الأركان. واعتبرت أنه لولا هذا الدعم لما استطاعت 11 تعاونية من تشكيل اتحاد بأكادير ساهم في توسيع أنشطة هذه التعاونيات وتطوير المنتوجات المختلفة التي أصبحت تلج الأسواق الدولية خاصة في فرنسا وألمانيا. من جهتها, ذكرت عارضة من مدينة طرفاية, تنتمي لتعاونية "كسمار" للصناعة التقليدية, أن المبادرة عملت على فتح المجال أمام النساء الصحراويات لتطوير وترويج الصناعة التقليدية للمنطقة . وأشارت إلى أن التعاونية, التي تأسست منذ أربع سنوات, تعمل على تسويق ما تم إبداعه محليا على المستوى الوطني من أجل الحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري للأقاليم الجنوبية. يذكر أن أشغال هذه الدورة (من 16 إلى 20 دجنبر الجاري) والمنظمة تحت شعار "التدابير المعتمدة من لدن الجماعات والحكومات المحلية الإفريقية لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية ..تطوير التنمية المحلية المستدامة وإنعاش الشغل", تتضمن عقد ندوات علمية وموضوعاتية وجلسات سياسية, حيث سينكب المشاركون على تقييم مدى تنفيذ قرارات و توصيات الملتقيات السابقة ودراسة مقترحات جديدة.