أجرى كاتب الدولة لدى وزير الداخلية، سعد حصار، الجمعة الأخير بمراكش، مباحثات مع وزير الداخلية والأمن العمومي والهجرة واللامركزية، الغابوني جان فرانسوا اندونغو. وأكد اندونغو، في تصريح للصحافة، عقب هذه المباحثات، التي جرت على هامش الملتقى الإفريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية، المنعقد من 16 إلى 20 دجنبر الجاري بمراكش، أن الجانبين تناولا، بالخصوص، تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مجال محاربة الهجرة السرية. وأوضح أن البلدين يحاربان الهجرة السرية، ويبذلان مجهودات قصوى، في هذا المجال، مذكرا بأن المغرب نظم، منذ بضع سنوات، اجتماعا مهما حول الهجرة وتدفق المهاجرين، إذ جرى التشديد، خلاله، على محاربة هذه الظاهرة، وكذا التطرق إلى الوسائل، التي يمكن اعتمادها، من أجل مساعدة البلدان الصديقة، التي تعاني هذه الظاهرة. وأضاف وزير الداخلية والأمن العمومي والهجرة واللامركزية الغابوني، أن هذه المباحثات تمحورت، أيضا، حول التعاون الثنائي، خاصة في مجال اللامركزية. وقال "نعي أن السياسة، التي تعتمدها المملكة في مجال اللامركزية، أتت أكلها، وأن المغرب يتوفر على خبرة مهمة في هذا المجال"، معبرا عن أمل بلاده في الاستفادة من التجربة، التي راكمها المغرب في هذا الميدان. وأجرى سعد حصار، على هامش الملتقى أيضا، مباحثات مع وفد من المسؤولين المحليين بفرنسا، تمحورت حول سبل تعزيز اللامركزية، ودور الجماعات المحلية في التنمية. وأكد المسؤولون الفرنسيون، في تصريحات للصحافة، على أهمية تعزيز التعاون بين الجماعات المحلية المغربية ونظيراتها الفرنسية، في مجال اللامركزية، باعتبارها آلية لتكريس الديمقراطية المحلية. وفي هذا الصدد، قال شارل جوسيلين، وزير فرنسي سابق، ورئيس المدن المتحدة الفرنسية، إن هذا اللقاء مكن من تبادل وجهات النظر، بخصوص التعاون اللامركزي بين البلدين. وأشار إلى أن الملتقى الإفريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية، الذي يتميز بالحضور المهم لمنتخبين من فرنسا وإفريقيا، نجح في أن يشكل فضاء للتشاور والحوار، حول القضايا المرتبطة بعمل الجماعات المحلية. كما عبر عن أمله في تعزيز العلاقات بين المغرب وفرنسا، مستعرضا مشاريع التعاون الجديدة، التي ستجمع بين مدينة غرونوبل الفرنسية وبعض المدن المغربية. من جهته، قال عمدة غرونوبل ميشيل ديستوت، إنه جرى، خلال هذه المباحثات، التأكيد على أهمية تعزيز اللامركزية، بين الجهات والجماعات المحلية والمدن. واعتبر أن الملتقى، الذي تحتضنه مراكش، حاليا، يعد فضاء لتبادل التجارب والخبرات بين المؤسسات وجمعيات المنتخبين. أما بيير شابيرا، نائب عمدة باريس، فأكد على تطابق وجهات نظر الجانبين، في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، موضحا أنه كيفما كان حجم المدن (صغيرة، متوسطة، كبيرة) فإن لها نفس المشاكل، خاصة تلك المرتبطة بالتضامن والهشاشة والبيئة والسكن والتربية والماء. وشدد على أهمية "تبادل وجهات النظر في القضايا المهمة، مؤكدا أنه بالنظر إلى الصعوبات، التي يعرفها العالم اليوم، فإن حوار الحضارات يمر بالأساس من خلال المدن". ومن جهة أخرى، أجرى سعد حصار، مباحثات مع وزيرة اللامركزية والتنمية المحلية بغينيا كوناكري، مريمة سيلا، أعربت على إثرها المسؤولة الغينية عن سعادتها لمشاركة بلادها في الملتقى الإفريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية. وأشادت بالتنظيم المحكم، والنجاح الكبير، لهذه التظاهرة الإفريقية المهمة، مشيرة إلى أن مشاركة بلادها في هذا الملتقى، تهدف إلى تعزيز مكانتها في منظمة المدن الإفريقية، التي تمنح للأفارقة فضاء لتبادل الأفكار والتجارب والتشاور، حول القضايا المشتركة، وعلى الخصوص مسألة اللامركزية. وأكدت الوزيرة أن البلدان الإفريقية في أمس الحاجة للتنمية، ولتحسين شروط العيش للسكان.