ياسر الخلفي – نبراس الشباب: انطلاقا من المعاناة اليومية التي نشاهدها بشكل يومي تقريبا أثناء مرورنا بمناطق نائية في المغرب الغير نافع، هناك في المداشر والقرى التي تعيش العزلة والتهميش ويعاني سكانها من الخصاص المهول في الشبكة الطرقية، والمراكز الصحية، المدارس، غياب الكهرباء في بعض القرى، و غير ذلك من أوجه العزلة و التهميش. من هنا تأتي فكرة تأسيس إطار وطني شبابي لدعم القرى المعزولة، بعد عدة نقاشات مع بعض الجمعيات التنموية المحلية، التي أكدت مصطفى جليل - المنسق الوطني للجنة التحضيرية ضرورة وجود إطار وطني مهتم بتنمية المناطق المعزولة، مع الإصرار على أن يكون الإطار شبابيا، لضمان الحماس و الرغبة في العمل الجاد من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. مصطفى جليل المنسق الوطني للجنة التحضيرية لتأسيس جمعية وطنية لدعم المداشر المعزولة وفي تصريح له ل “نبراس الشباب” قال “الفكرة تقوم بالأساس على التنسيق مع مختلف الهيئات الوطنية و الدولية، و الوزارات المعنية، من أجل التعريف أولا بمعاناة هؤلاء السكان في قراهم، ثم العمل بتنسيق مع الجمعيات التنموية المحلية، على إحداث مشاريع تنموية بهذه القرى بتنسيق دائم مع الدولة والمتدخلين بالمجال، مع الحرص على إيلاء الأولوية للطرق القروية التي بدأت وزارة التجهيز و النقل بتعبيدها في بعض المناطق، بالإضافة إلى المجال الصحي و التعليمي، اللذان يعرفان تدهورا و إهمالا في القرى والدواشر، نظرا لغياب المراقبة في بعض القرى و غياب المراكز الصحية والمدارس في قرى أخرى. وأضاف “ومن أجل إنجاح الفكرة والوصول إلى التفعيل الحقيقي لها، وإخراجها إلى أرض الواقع، بدأنا بتشكيل لجنة تحضيرية ستتكون بالأساس من فاعلين جمعويين، صحافيين، وفاعلين حقوقيين، من مختلف مدن المملكة، لضمان إدماج كافة قرى المملكة في مشروع التأسيس، عبر القيام بعدة لقاءات على الصعيد المحلي لكل مدينة، و على الصعيد الوطني، عبر المنسقين المحليين للجنة التحضيرية، والذين سيتم اختيارهم في وقت لاحق و نشر أسمائهم “. وفي الأرضية التصورية التي وضعتها اللجنة التحضيرية وتوصل موقع “نبراس الشباب” بنسخة منها، أكدت فيها اللجنة بأن تنمية هذه المناطق لن تتأتى إلا بتظافر الجهود بين مختلف الفاعلين، من فعاليات المجتمع المدني و الجهات و كذا الوزارات المكلفة، وبعض الجهات الوطنية والدولية الأخرى العاملة في المجال. وتيقنا منا بضرورة تفعيل فكرة تقريب الإدارة من المواطن الذي يسكن أيضا بالقرى كما يسكن المدن، عبر بناء مراكز صحية، ومدارس، و مختلف مقرات المصالح و الخدمات التي يحتاجها المواطن بشكل يومي. ويتجلى دور الجمعية حسب التصور العام للجنة في التعريف بأهم المشاكل التي يعاني منها سكان العالم القروي والبحث عن حلول بتنسيق مع الوزارة المعنية، دعم الجمعيات التنموية المحلية والبحث عن دعم دائم لها انطلاقا من مشاريع مذرة للدخل، وأيضا إنجاز تقارير ميدانية حول الخروقات التي يمكن أن تسجل بهذه المناطق على مستوى إنجاز الأعمال، وكذا وضعية المؤسسات التي تتوفر عليها هذه المناطق.