تحرر المغاربة من عقدة إسمها ״كور واعطي لعور״، لما وصلته التكنولوجيا العالمية من التطور على جميع المستويات، خصيصا في مجال كرة القدم، وهذه العقدة سببها منتخبات وطنية لا تمتع المواطن المغربي، ليعيش مغاربة على كلاسكو البارصا والريال، حيث الإستمتاع بمشاهدة كرة حديثة ترقى سلم الكرة العالمية بالنجوم الذين تتوفر عليهم. تشهد مقابلة البارصا والريال حضور جماهيري مهم، خصوصا صنف الشباب في بلدنا المغرب، حيث تنقسم المقاهي قسمين ينقسمان على الفريقين المتنافسين على بطولة من البطولات. ونحن ننسى في اندماجنا في الفرجة الصراع والمنافسة على طرفة خبز، هل نصل إلى توفيرها لأبنائنا أم لا ؟ وذاك السؤال الجوهري في موضوعنا كما ننسى فقرنا وبؤسنا وكل أشكال الحرمان، إذ تجمعنا مائدة وحيدة ومستديرة هي كرة القدم، ويبقى السواد الأعظم للفريقين المتنافسين، حيث الصراخ والشتم بكل ما أتي الإنسان من بديء الكلام. فالانسان المغربي ״مضارب غير مع المعيشة״ ولكن تراه رغم ذلك حين المقابلة في مد وجزر وشد عصبي، كأنه هو الفائز، ولكن اسمحوا لي بهذه الصراحة، فالمغرب في حاجة إلى كل أبنائه للنهوض والوقوف أمام كل التيارات التي تتربص به يمينا وشمالا. وما لا يجب أن ينساه المشاهدين لمثل هذه المقابلات الدولية، هو المجازر التي قام بها الإسبان خصوصا في الريف ولم يعترف بها ونخر كل خيرات بلدنا وترك الفساد وراءه. ولسنا ضد الكرة أو ما إلى ذلك، ولكن المشكل هو أن الذين نحرق عليهم دماءنا وجيوبنا هم أبناء وحفدة أولئك الذين قاموا بجرائم النهب السلب الدبح والقتل لأجدادنا وأبائنا، فهل نقول لهم عفا الله عما سلف. وختاما هناك أمور يجب على شبابنا الإنكباب عليها وإيجاد حلول لها تكون وراء نهضة بلدهم المغرب دون الجري وراء السراب، والتقليد الأعمى للأروبي الذي قطع أشواط، و وصل إلى ماهو عليه الآن من التطور والنمو بالعلم والثقافة والبحث، وما الكرة الأروبية إلا علم وبحث وثقافة تدرس في الأكاديميات الكروية.