توصّل فضاء تافوكت للإبداع بدعوة من الدّنمارك لأجل إحياء عروض مسرحية بهذا البلد الأسكندنافي، حيث من المُنتظر أن تُستضاف هذه الفرقة البيضاوية العاملة على المسرح الأمازيغي بالأساس من عاشر شتنبر إلى العشرين منه، تعرض خلالها أعمالها التي هي من إخراج خالد بويشو، وذلك ضمن جولة خاصّة بساكنة مدينة غولدْبورغْساند الكائنة جنوب البلاد بجهة سْيِيلاندْ، والبالغ تعدادها أزيد من ثلاث وستّين ألف نسمة. ويحلّ مسرح تافوكت بالدّانمارك عارضا مسرحياته ضمن استحضار لمفاهيم العُلبة الإيطالية، وأخرى بالهواء الطلق، كما يعرض فرجات درامية مُبرزة للثقافة المغربية ضمن عروض لمسرح الشارع بتجسيد سوق شعبي مغربي سيُفتح أمام المواطنين الدّنماركيين للتعرف عن قرب على جزء من الثقافة المغربية وشقّها الأمازيغي. المسارح المُسمّاة "مَاسْكنْ"، و"أكتيفيتيط سنتر"، و"سْبروجت هُوستياتريت"، وكذا مدرسة توربي، والكلّية الرياضية "إيدريت سيفتر سكول"، ومدرسة اللغة، وشوارع حي "نيبوبينغ فالستر"، ومركز الثقافات العالمية بكوبنهاكن، كلّها فضاءات ستحتضن عروض فضاء تافوكت للإبداع في مواعيد مُتفرّقة على الأيّام الأحد عشر التي ستطولها مُدّة الاستضافة. وصرّح المُخرج خالد بويشو بكون حلول مسرح تافوكت بالدّنمارك سيعتمد نوعا من المسرح الدرامي الذي يعتمد على التوجه الاستطلاعي المشوب بنوع من العبث و بعض التجريب، وكلّ هذا وذاك باعتماد الملفوظ الأمازيغي اليومي كتصور للكتابة مُُستعملة لكلمات بسيطة إلا أن تراصها يمنحها قوة و عمقا فكريين كبيرين، زيادة على عُمق تعبير الجسد، فالتصوّر مبني على تقديم تجارب إبداعية استفزازية يهمني شخصيا كيف سيكون وقعها، ويهمّني أكثر أن تستشف الكائن الذي أمسى اعتياديا و مألوفا في المعاش اليومي و أصبح لا يثير أدنى رد فعل و كأنه جزء لا يتجزأ من مكوناتنا كنسيج مجتمعي حضاري له مقوماته و خصوصياته، والأعمال التي ستُقدّم من لدن الفرقة ستكون أيضا بهدف أسمى رامٍ لتحقيق الإحساس جيدا بالسراب و اللاجدوى اللتان أصبحتا غير محسوستين في دوامة الحياة.