أحالت فرقة الشرطة القضائية، التابعة لمنطقة أمن الحي الحسني بالبيضاء، أخيرا، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، عصابة إجرامية متورطة في اغتصاب جماعي لنادلة ورفيقتها القاصر. وحسب مصادر الصباح، فإن الفتاة العشرينية وصديقتها القاصر اختطفتا ليلا، من حي الألفة، ليتم اقتيادهما، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، على يد خمسة جانحين يسوقون دراجاتهم النارية، إلى مركب تجاري مهجور، بالحي الحسني. وأضافت المصادر ذاتها أن الجناة انتظروا النادلة إلى حين انتهائها من العمل وإغلاق المقهى، الذي تشتغل فيه، لتنفيذ مخطط الاختطاف والاحتجاز، إلا أنه من سوء حظ صديقتها القاصر أنها كانت رفقتها خلال توقيت تنفيذ العملية الإجرامية، باعتبارها تحرص على مرافقتها للعودة معا إلى منزليهما. وأوردت مصادر متطابقة أن الفتاتين، بمجرد وصولهما إلى السوق المهجور بالحي الحسني، تم اقتيادهما إلى داخله بالقوة، ليتم احتجازهما، قبل أن ينطلق فيلم رعب حقيقي جرت فصوله باغتصاب جماعي وحشي، من قبل المختطفين، الذين شرعوا في التناوب على ممارسة الجنس عليهما بطرق شاذة. وجاء افتضاح الواقعة المرعبة، بعد أن أسرعت الضحيتان إلى مقر الشرطة لتقديم شكاية، تفيد تعرضهما للاختطاف والاحتجاز والاغتصاب الجماعي، بمجرد أن أطلق أحد أفراد العصابة سراحهما، خشية عليهما من بطش زعيمه، معتقدا أن خوف الفتاتين من الفضيحة وتداعياتها وانتقام الجناة، سيجعلهما تعجزان عن الكشف عما جرى لهما. وتعود تفاصيل القضية، إلى تصفية حسابات بين زعيم العصابة والنادلة، بعد أن سبق أن أرسل إليها رسالة إعجاب، على تطبيق التراسل الفوري "واتساب"، وطلب منها ربط علاقة غرامية معه، وهو ما ردت عليه المستخدمة بالرفض، وتوقيف خاصية الرسائل والحذف من قائمة الأرقام الهاتفية. ولأن الجانح لم يتقبل رفض طلبه، واعتبره إهانة لشخصه، قرر الانتقام من النادلة عن طريق اختطافها واغتصابها، بشكل جماعي، رفقة شركائه، حتى يحول حياتها إلى جحيم يومي. وصادف يوم الواقعة وجود صديقتها القاصر، التي تحرص على انتظار انتهاء دوامها للعودة معا، وهو ما اعتبره المتهم الرئيسي وأصدقاؤه فرصة لا تعوض. ورغم انتهاء عملية الاغتصاب الوحشي وسط السوق المهجور، إلا أن زعيم العصابة لم تكن لديه نية إطلاق سراح المحتجزتين، طمعا في استغلالهما جنسيا، لولا أن أشفق عليهما أحد أصدقائه، الذي طلب منه السماح له بمرافقة الفتاتين للبحث عن بائع سجائر لاقتناء ما يحتاجونه لإكمال سهرتهم، وهو ما وافق عليه، قبل أن يقوم الشاب، بمجرد مغادرته مسرح الجريمة، بإطلاق سراح الفتاتين، خوفا عليهما من عقاب آخر، يمكن أن ينتهي بالمس بحياتهما، بعد النيل من شرفهما. ورغم صعوبة الموقف والحالة النفسية، التي كانت عليها الضحيتان، إلا أنهما أسرعتا في التوجه إلى مقر الأمن للتقدم بشكاية حول تعرضهما لاختطاف واغتصاب جماعي، إذ جرى الاستماع إلى إفادتهما، كشفتا فيها تفاصيل ما عاشتاه من فصول مرعبة. وأمام المعطيات الخطيرة التي صرحت بها المشتكيتان، استنفرت مصالح أمن الحي الحسني مختلف عناصرها، وانتقلت على وجه السرعة إلى مسرح الجريمة، وقسمت الأدوار بين أفرادها، من أجل إيقاف المشتكى بهم. ونتيجة لأبحاث ميدانية مكثفة، تمكنت فرقة الشرطة القضائية من التوصل إلى هوية المشتبه فيهم، إذ تم اعتقال أربعة أشخاص، بينما مازال البحث جاريا عن المتهم الخامس، الذي تم تحديد هويته.