يبدو أن الصراع بين وجدةوالناظور، سيظل قائما بالرغم من المحاولات الكثيرة الرامية إلى فتح صفحة جديدة بعد ورش الجهوية وصدور عدد من القوانين المكرسة لمبدأ المساواة في الولوج إلى مختلف الخدمات والحقوق الدستورية لجميع المواطنين. فبعد الشكايات المتوالية من الظلم الذي يتعرض له الإقليم بالنسبة لتوزيع المشاريع التنموية التي يتم توطين أغلبها في عاصمة جهة الشرق، عاد نفس الموضوع ليطرح نفسه مجددا وهذه المرة في الحقل التعليمي إثر تأكيد العشرات من الحاصلين على شهادة البكالوريا بالميزة تعرضهم للإجحاف في مادة علوم الحياة والأرض وحصولهم على نقط متدنية عكس ما انتظروه بعد تفوقهم في الإجابة على أغلب أسئلة الامتحان الوطني. وقال مصدر ل"ناظورسيتي"، إن امتحانات مادة علوم الحياة والأرض بالنسبة للشعب العلمية و مسلك البكالوريا الدولية، قد جرى تصحيحها في مديرية وجدة، الأمر الذي أثار غضب الكثير من الآباء واعتبروا أن أبناءهم ظلموا بسببه، داعين الوزارة والمنتخبين إلى التدخل العاجل لإنصاف هذه الفئة عن طريق إعادة تصحيح الاوراق لإرجاع الحقوق لذويها، لاسيما وأن المتضررين هم فئة من التلاميذ المتفوقين طوال مشوارهم الدراسي. وتساءل أستاذ في السلك الثانوي، عن المعيار الذي اعتمده المصححون أثناء تنقيط امتحان مادة علوم الحياة والأرض، مؤكدا أن عددا من تلامذته تفوقوا في جميع الاختبارات وتمكنوا من الحصول على نقط مرتفعة نالوا بناء على نتائجها شهادة البكالوريا بالميزة، داعيا وزارة التربية الوطنية إلى الوقوف على عملية إعادة تصحيح الأوراق المذكورة تجنبا لكل ما من شأنه أن يؤدي إلى عرقلة مسيرة جيل كامل من المتمدرسين يسعى إلى ولوج المعاهد والمدارس العليا. وتخوف آباء في حديثهم مع "ناظورسيتي"، من أن يكون الأمر مقصود لحرمان تلاميذ المنطقة من ولوج كلية الطب والمعاهد العليا وإبعادهم عن منافسة زملائهم القاطنين بأقاليم أخرى تابعة لجهة الشرق خاصة بوجدة. وأورد المصدر نفسه، ان كلية الطب تعتمد في عملية انتقائها للراغبين في ولوج إحدى تخصصاتها، على نقط المواد العلمية كالرياضيات والعلوم الطبيعية، وحصول تلاميذ الناظور على نقط متدنية في هذه الأخيرة قد يحرمهم من الترشح للمباراة التي ستجرى هذه السنة في ظروف نظرا لقرار توحيدها من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي. من جهة ثانية، علمت "ناظورسيتي"، ان تحركات قد بدأت على مستوى العديد من الفاعلين في قطاع التعليم بالإقليم وكذا جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، من أجل إيصال الملف إلى سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية، ووضعه في صورة "الظلم" الذي تعرض له التلاميذ المتفوقون بإقليم الناظور، ما قد يرفع من سقف المطالب لاعتماد لجنة مركزية تتولى عملية إعادة تصحيح أوراق امتحان مادة علوم الحياة والأرض. جدير بالذكر، ان عشرات الآباء والتلاميذ، احتجوا يوم أمس الخميس أمام ثانوية عبد الكريم الخطابي بالناظور للمطالبة بحقهم في إعادة تصحيح الامتحانات، في وقت أكد فيه مديرو مؤسسات تأهيلية بالمديرية الإقليمية توصلهم بطعون أغلبها يطالب فيها أصحابها بمراجعة نقط علوم الحياة والأرض.