من المؤكد أن قطاع الإستثمار على الصعيد الدولي تأثر بشكل ملموس من تداعيات جائحة كورونا "كوفيد 19" كما هو الشأن على الصعيد الوطني والمحلي. إلا أن هذا لا يمنع من الإشارة إلى نقط الضوء الإيجابية التي ساهمت ولا تزال تساهم في التخفيف من انعكاسات هذا الوباء على المنظومة الإقتصادية الوطنية. الموضوع يجرنا هنا للحديث عن أهمية الجهود التي أعلنت عنها الدولة من خلال لجنة اليقظة الإقتصادية وقامت بأجرأتها ومتابعتها بكثير من الإهتمام والعناية عن قرب بفضل انخراط الإدارة الترابية على الصعيد الإقليمي والجهوي وحرصها على أن تأخذ هذه التدابير مسارها الصحيح لتوفير ظروف حمائية للنسيج الإقتصادي في المنطقة. وعملا بما جاء في الحديث النبوي "من لا يشكر الله لا يشكر الناس" فإن منطق الأشياء يجعلنا نسجل روح المسؤولية التي اتسمت بها تدخلات السلطات الإقليمية والجهوية وكذا المركزية وتفاعل إدارة الجمارك مع الدينامية وروح المواطنة التي عبر عنها المستثمرون من داخل إئتلاف مستثمري شمال شرق المغرب لرفع التحدي ومواجهة الرهانات المترتبة عن جائحة كورونا كوفيد 19 لاسيما وأن قطاع الإستثمار والإستيراد بشكل خاص مرتبط بطريقة أو أخرى بأسواق خارجية تابعنا عبر الفضائيات كيف تهاوت واستسلمت أمام قوة انتشار الوباء عبر العديد من الدول الجارة التي كنا نعتبر إقتصادياتها نموذجية ومتماسكة إلى حدود الأمس القريب ، الأمر الذي لا ينطبق على الحالة المغربية خاصة على المستوى الإقليمي والجهوي حيث حافظت على ديناميتها بفضل وعي الفاعلين في المجال بضرورة تحصين أداء إقتصاد المنطقة في هذه الظرفية الصعبة التي إتسمت بحضور دائم لعمالة إقليمالناظور وجهة الشرق و باقي المتدخلين في قلب هذه المتغيرات التي تم التعاطي معها بكثير من الحزم والحكمة، بل إن قرار تحويل مسار الحاويات من ميناء مليلية إلى ميناء بني أنصار أثبت راهنيته ومصداقيته كما عكس الرؤية البعيدة والثاقبة التي أتاحت هامشا واسعا للحركة التجارية والنقل البحري المباشر في اتجاه المغرب في إطار السيادة المغربية وتفادي كل ما من شأنه أن يعيق عمليات الإستيراد عبر معبر مليلية المحتلة على ضوء الجائحة الوبائية. وبعيدا عن كل القراءات المتشائمة لواقع اقتصاد المنطقة والتي تعبر عن رأي أصحابها وتعكس تأثرا شديدا بمناخ عام مرتبط بظرفية وبائية دولية ولا تستند على مؤشرات مضبوطة وواقعية، فلابد من أن نسجل بارتياح وتفاؤل وصول أزيد من 136 حاوية عادية وحاويات التبريد إلى ميناء بني أنصار على متن باخرة من الحجم الكبير ما يعكس طبيعة الجهود المبذولة لكي يستمر النسيج الإقتصادي في أداء الأدوار المنوطة به انطلاقا من بوابة بني أنصار في إطار مهيكل محصن بقرارات سيادية غير مرهونة بإملاءات وتدابير المسار الذي كانت الحاويات تسلكه من ذي قبل. كما تدعونا هذه الدينامية وفي هذه اللحظة العصيبة التنويه بوحدة صف مستثمري المنطقة وانخراطهم في أجواء الإجماع الوطني وأخذهم لزمام المبادرة إلى جانب السلطات الإقليمية لتجاوز هذه الفترة والحفاظ على انتعاشة السوق الإستهلاكية ومواجهة جائحة كورونا كل من موقعه معبرين عن وعي حقيقي بمعنى المواطنة والتضامن الحقيقي الذي لا يمكن أن ينكره إلا جاحد أو فاقد لروح المسؤولية ربما منزعج أمام جسور الثقة والتعاون التي تزداد متانة بين الفاعلين الإقتصاديين من جهة و القائمين على شؤون المنطقة من داخل الإدارة الترابية بكافة مستوياتها ومجالات تدخلها.