لم تجد "يمينة" البالغة من العمر عقدها الخامس والمنحدرة من الناظور، بُدّاً من اِمتهان بيع الأكياس البلاستيكية في الأسواق الأسبوعية التي تتنقل إليها من بلدة إلى أخرى من البلدات الضاحوية بإقليم الناظور، لمواجهة واقع الفقر المذقع الذي ترزح تحت وطأته. وتفاقمت معاناة يمينة من قلة ذات اليد، أكثر فأكثر، بسبب إعانتها لأسرة التي كانت تتكوّن من أربعة أفراد من أبنائها، قبل أن توافي المنية إثنان منهم، فيما يعاني الإثنان الآخرين من إعاقة ذهنية زادت من محنتها وشقائها في الحياة، خصوصا بعد رحيل زوجها. وتعيش يمينة على حد قولها "على باب الله"، هي التي تأوي أسرتها في خربةٍ تفتقد لشروط العيش البسيط وتسميها تجاوزاً منزلاً، كما أنها مقتنعة تمام الاقتناع أن الأكياس البلاستيكية لن تعين يوما أسرتها بينما كل دخلها لا تتخطى سقف ال20 درهما في أحسن الأحوال. وتناشد فاطمة، ذوي الذائقة الأريحية وكل المحسنين بمساعدتها وتقديم يد العون لها من أجل إعانة أسرتها التي تعاني من العوز والحرمان من أبسط شروط العيش.