تروي سيدة تدعى جميلة، وتُوصف ب"أقدم مريضة بالمستشفى الحسني بالناظور"، تفاصيل من فصول حكاية رِقادها على أسرّة المستشفى لما يربو عن 24 سنة، نتيجة إصابتها بأمراض مستعصية ألزمتها اِقتعاد كرسيٍّ متحرك، حتّى أصبح السرير ملاذها الوحيد الذي تلوذ إليه ليل نهار بأعين دامعة متضرعةً إلى ربّها بدعاء الخلاص من معاناتها. وتحكي السيّدة جميلة، بنبرة حزينة، أنّها فَقدَت أُسْرتها منذ سنوات، عندما وافت المنية والدها وتزوجت والدتها برجل آخر، وظلّت وحيدةً تُصارع المرض الذي نهش جسدها حتى أصيبت بشلل نصفي وعجزٍ بدني شبه التام، مما لم تجد من حلٍّ أمام قدرها المحتوم، سوى لُزوم سريرٍ بالمستشفى على مدى عقديْن ونصف العقد من الزمن. وتابعت المتحدثة، أنّها عقدت أمالها على وعد رجلٍ من المحسنين بمنحها منزلاً تقطنه بقية عمرها، غير أنّه خيَّب أملها بعدما اِختفى عن الأنظار فجأةً ليتبخّر حلمها البسيط المتمثل في إيجاد مسكنٍ حتى ولو كان عبارة عن غرفة، لذلك هي الآن تناشد ذوي الذائقة الأريحية من أجل مدّ يد المساعدة لها حتىّ تتمكن من توفير هذا المأوى المنشود.