لم تتمالك السيدة المدعوة كريمة، نفسها وأجهشت باكيةً لحظة تسلّم منزلها الجديد المجهّز عَنْ آخِره بمختلف الأثاث والمستلزمات والمحتويات، والذي تمّ تشييده بحيّ "جعدار" المتاخم لمركز مدينة الناظور، بعدما تمّت دعوتها لدخوله عقر دارها المقيّد بإسمها، أول مرة، بمعية طفليْها محمد وسلمى، اللذين عاشا مع والدتها منذ حداثة سنّهما، ظروفا حالكة داخل حجرة طينية هي خَرْبَةٌ أكثر منها بيتاً وسط عراءِ حيٍّ هامشي معزول. واِستطاعت جمعية تدعى "اليتيم" تنشط بالديار الهولندية، يؤثثها أبناء الجالية المقيمة بالخارج، سيما منهم المنحدرون من الناظور، إدخال فرحة غير موصوفة على نفوس الأسرة الصغيرة للأرملة كريمة، التي توفي زوجها وبدأت رحلة عيْشها الضّنك والفاقة والعوز والحرمان من أبسط شروط الحياة الكريمة. ولم تكن السيدة كريمة، تتوقع أنْ تُهدى منزلاً رائقاً كالذي تسلّمته من جميعة "اليتيم" التي نجحت في إطلاق حملة لجمع التبرعات المالية من أجل إيواء الأسرة التي رزحت تحت ثقل وطأة الفقر، حينما أطلقت نداءَها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فكان هناك من ذوي الذائقة الأريحية من لبَّى النداء واستجاب بماله ودعائه، لستر أمٍّ لطفليْن، من نوائب دهرٍ قاسي..