نعرض اليوم حالة إنسانية بالغة في الألم، مُمْعِنة في الوجع، مُوغِلةً في الأسى، تُفجع الأفئدة حدّ النزف، وتتقطع لها أوصال القلب إذا كان حتّى من حجر، بل هي مأساةٌ لا نحتاج أن نسوق معها سيل كلماتٍ درامية أو سيمفونيات موسيقى شجية حتى نصوّر ما تكابده من معاناة، تلك الأمّ التي قُدّر عليها أن تعيش حياة الشقاء والضنك بكل تفاصيلها المأساوية، وإنما الواقع الذي ينقل بعض أجزائه الشريط المصور أسفله، غنيٌّ عن أي كلام أو تعليق! حالة اليوم التي في متناول أيٍّ كان، الإطلاع عليها بالبثّ المباشر فور القيام بزيارة بسيطة إلى ضواحي مدينة سلوان القصية عن مدينة الناظور بأقل من 10 كلم، وتحديداً في خلاء منطقة معروفة ب"الغريبية"، هي رصدٌ لواقع أمٍّ من نوع ذاك البشر الذي يُقبِّل كسرة الخبز على الوجهين شاكرة الله أنه توّفر ولو قليله، فقط ما يكفي لسدّ رمق زوجٍ يعاني إضطرابا عقلياً وثلاثة أبناءٍ تكبرهم سنّاً فتاة تبلغ من العمر نحو 15 ربيعاً، يعيشون أيضا في كنف أمهم البؤس سيّان، داخل كوخٍ قصديري شيّدته بيديها من البلاستيك والألواح الخشبية لتصنع بدافع فطرة الأم، مأوًى لأولادها وزوجها يقيهم حرّ وقرّ الفصول. هذه الأم التي سُدّت في وجهها جميع الأبواب مع أنها لا تتوان في التوّجه بالحمد إلى صاحب الأقدار على كلّ الأحوال، لا تلتمس عبر ندائها الصامت إلى ذوي الذائقة الأريحية والمحسنين، غير قليلٍ من المساعدة التي هي في أمسّ الحاجة إليها، بغية توفير القوت لعيالها وزجها الذي أقعده مرضه العقلي عن العمل، أمام إنعدام أي مدخول مادي يقي أسرتها من أبسط نوائب الدهر. المأساة المعروضة أمامنا اليوم، نعي مسبقاً كما لو أننا نصبّ الماء في الرّمل، كما يُقال في المثل الدارج، لكون مثيلاتها، وهي على سبيل الذّكر، عدّة إلى درجة أنها لا تحصى، خارجة بالمرّة عن إهتمامات المسئولين، غير أن رصد واقعها ونقل تفاصيلها بكلّ أمانة للرأي العام واجبٌ من صميم رسالتنا الصحافية النبيلة. ملحوظة: الأمّ المعنية بالأمر، فبسبب قلّة ذات اليد ومن شدة الفقر الذي تعانيه أسرتها، لا تملك حتى رقما هاتفياً يتيح فرصة الإتصال بها قصد المساعدة، اللهم إجراء زيارة إلى "محل سكناها" بمدينة سلوان وبالضبط بمنطقة الغريبية. أو يرجى ربط الإتصال بمكتب موقع ناظورسيتي عبر رقمه الرسمي، للإرشاد بهذا الصدد: 0536337525