في حالة هيجان غير مسبوقة، أقدم عشرات المتشردين الحرَّاكة، زوال اليوم السبت، على التحلّق حول شاحنة أجنبية ضخمة للنقل الدولي، وسط مدينة الناظور وتحديداً عند المدارة الطرقية المعروفة ب"عمار أريفي"، وهو ما أثار سخط سائقها ومرافقته الإسبانيين، واستياءً عارماً وسط المتجمهرين. وأمام صعوبة إجلاء المحتشدين من الحرّاكة وإبعادهم عن الخطر المحدق بسلامتهم، لم يجد سائق الناقلة ومرافقته، من بدٍّ سوى اللّجوء إلى استعمال جهاز الصاعق الكهربائي، وذلك قصد إحباط محاولة تشبثهم بهيكل الشاحنة والتسلل إلى تجويفاتها، وسط تجاهل تام للخطر الذي يعرضون له أنفسهم. وأثارت الواقعة تذمرا عارماً في أوساط المتجمهرين بالمكان المشار إليه، ممن عاينوا حالة الهيجان التي دخل في نوبتها الحرَّاكة أثناء محاولتهم التشبث بالشاحنة، بحيث وصف المتجمهرون مشهدها بالمخزي وبالشبيه بأفلام "الزومبي" الهوليوودية. الواقعة تسببت في إنفجار طاقم قيادة الناقلة الدولية غضباً عندما تعذر عليه إجلاء هؤلاء عن طريق الشاحنة، من أجل مواصلة السير نحو الوجهة المقصودة، خاصة وأن حادثا طرقياً بمدخل الناظور أسفر عن إصابة ثلاثة متشردين، منع الشاحنة من استئناف رحلتها إلى حين تتميم إجراءات المصالح المختصة. حري ذكره، أن فئة المتشردين والحراكة، لم تعد تستميل أي تعاطف من قِبل ساكنة المنطقة، وخصوصا منها بمدينة الناظور وبني أنصار، حيث تعرف تواجد نسبة قياسية منهم، نتيجة انتشار أفواجهم وتدفقهم المهول على المنطقة مما بات معه دق ناقوس الخطر واجب وضرورة. وأمام هذه الظاهرة المؤرقة المُخيمة بشبحها على سماء مدينة الناظور وبني أنصار، أصبحت الساكنة تستغيث بمصالح الأمن المختصة، داعيةً إياها إلى القيام بواجبها، وعدم التقاعس عن مهمتها في إجلاء المنطقة وتطهيرها من المتشردين والحراكة وترحيلهم إلى مدنهم الأصل.