كعادته منذ بروزه في الساحة الناظورية، وسطع إسمه كواحدٍ من الإنسانيين الذين أولى اهتماماً خاصاً لا مثيل له، إزاء فئات هشة منسيةٍ ومُهمشة، احتضن مجدداً الحلاق الناظوري "إلياس مزيان" حالة طفلٍ قاصر اِنتشله من براثن حياة التشرد والضياع قبل إرجاعه إلى أسرته بالدار البيضاء. وكان الطفل المعني بالأمر، قد حلّ بحاضرة الناظور، على غرار العديد من أقرانه، قادما إليها من مدينة البيضاء حيث تقيم أسرته، بِنِيَّة "الحريك" في مغامرة محفوفة بالمخاطر تبتدئ من عيش حياة التشرد وتنتهي بنهاية مفتوحة على جميع الاحتمالات، بما فيها احتمال الضياع أو فقدان الحياة. وعاش الطفل القاصر برفقة زملاء له آخرين من "الحراكة"، في دوامة التشرد بأرجاء الناظور، محاولا تصيّد فرصة للتسلل إلى إحدى بواخر المسافرين بميناء بني أنصار، أو إلى عقر مليلية المحتلة، ومنها الحريك إلى ضفاف جنة الفردوس الأروبية، لكن دون جدوى في إيجاد منفذ إلى ذلك.. ومن جملة ما صرّح به الطفل "الحرّاك"، ل "منظمة رامي للمبادرات الإنسانية" التي يرأسها الحلاق الناظوري، أن أشرطة الفيديوهات والصور التي يعمد الحرّاكة الذين أفلحوا في الحريك إلى أروبا في نشرها عبر المواقع الافتراضية، ما حمسّه لخوض التجربة قبل أن يقف على حقيقة جحيمية الواقع.